الهند مرشحة لأن تصبح خامس أكبر سوق للسيارات
بحلول 2015
براكريتي غوبتا
نيودلهي:
في الآونة الأخيرة، حصلت نجمة بوليوود وملكة الجمال
شيلبا شيتي على سيارة «لامبورغيني» زرقاء كهدية مفاجئة
من زوجها المليونير البريطاني راج كوندرا.
وهذه ليست حالة فريدة، حيث إنه مع الزيادة السريعة
والمتنامية كل عام لعدد المليارديرات والمليونيرات في
الهند، أصبح الكثير والكثير من الهنود يتجهون إلى
اقتناء السيارات الفارهة عالية الثمن. وأصبحت
السيارة «تاتا نانو»، التي تناسب الأفراد الذين يبلغ
دخلهم 100 ألف روبية هندية في العام، موجودة بكثرة على
الطرق الهندية. إلا أن التحرك الفعلي ليس في ذلك
الاتجاه.. ففي عام 2009، الذي ينظر إليه على أنه عام
الكساد، اشترى الهنود أعدادا من السيارات الفارهة أكثر
من أي وقت مضى، إذ بلغ عدد هذه السيارات 9000 سيارة
تشمل الموديلات الجديدة من «رولز رويس» و«بي إم دبليو»
و«أودي» و«مرسيدس»، بالمقارنة مع نحو 7500 سيارة سوقت
في عام 2008. وبذلك يسجل «أباطرة الأعمال» وأصحاب
المليونيرات وصولهم من المدن الصغيرة التي ولدوا فيها
إلى الساحة العالمية بسياراتهم الفارهة.
وقد يبدو ذلك نقطة صغيرة في سوق السيارات في الهند،
فالسيارات الفارهة تعرف عن نفسها بالأنظار إضافة إلى
أسعارها المرتفعة التي تبدأ من 2.7 مليون روبية هندية
لتصل إلى 50 مليون روبية. ولا تعد سوق السيارات
الهندية من الأسواق الصغيرة على خلفية قيمة المبيعات
التي تصل إلى 7 مليارات روبية أو أكثر. وأدى الانتعاش
الاقتصادي في الهند إلى انتشار العلامات التجارية
العالمية مثل «مرسيدس» و«بي إم دبليو» و«أودي» و«بنتلي»
و«رولز رويس» وغيرها، حيث حققت هذه العلامات نجاحا في
الحصول على حصة سوقية ملحوظة بينما تحاول ماركات أخرى
استعادة المواقع التي فقدتها في السوق.
ومن بين السيارات الأربع الجديدة التي كشفت «بي إم
دبليو» النقاب عنها أثناء معرض السيارات في شهر يناير
(كانون الثاني) الماضي، أطلقت الشركة النسخة المحدودة
من «بي إم دبليو غران توريسمو». وسيتم بيع هذه السيارة
الجميلة والجذابة لمائة شخص فقط، ويبلغ سعرها 6.3
مليون روبية هندية، أما بقية السيارات التي أطلقتها
الشركة فتشمل «بي إم دبليو إكس 6 إم»، بسعر 13 مليون
روبية، والسيارة «بي إم دبليو 760 إل آي»، بسعر 12.9
مليون روبية. أما بالنسبة إلى الأشخاص المهووسين
بسيارات النسخة المحدودة، فلا تعد شركة «بي إم دبليو»
الشركة الوحيدة التي تعرض سيارات بصورة حصرية لمائة
شخص فقط.
وقال بيتر كرونشنابل، رئيس «بي إم دبليو» في الهند:
«سيكون أمامنا شهران يستطيع الآخرون خلالهما بيع
سيارات أكثر منا، لكن المهم هو نهاية العام. سنحقق
معدلا كبيرا من النمو خلال العام الحالي». وتوقع أن
تصل المبيعات في سوق السيارات الفارهة في الهند إلى
10000 سيارة خلال عام 2010، مقارنة بالرقم الحالي الذي
يبلغ 8700 سيارة. وأضاف: «ستحقق سوق السيارات الفارهة
في الهند نموا كبيرا خلال العامين أو الثلاثة أعوام
المقبلة. ونود لعب دور كبير في هذا البلد».
ويراهن خبراء الصناعة على «بي إم دبليو» في الوقت
الراهن. وقال مانيك بارداوادج، مدير شركة «ريس تيك»
التي تستورد وتعدل السيارات الفارهة، في الهند: «يفكر
الأشخاص الذين يشترون السيارات الفارهة في الاستثمار
في شيء جديد وفريد. وتعمل شركة (مرسيدس) في البلاد منذ
أكثر من عقد من الزمان، ويقتني سياراتها معظم الأثرياء
وذوو النفوذ. إنهم يريدون تجريب شيء ما جديد، لذا
فسيارة (بي إم دبليو) تناسب طموحاتهم بصورة جيدة، حيث
إنها علامة تجارية جديدة وشبابية. كما تعد سيارة (أودي)
سيارة جيدة في هذا الإطار، على الرغم من أن انتشار هذه
العلامة التجارية في السوق الهندية سيتطلب مزيدا من
الوقت». وليس المهم أن السيارة جديدة فحسب، فـ«بي إم
دبليو» تضيف بصورة منتظمة سيارات جديدة إلى أسطول
السيارات التي تنتجها، ففي عام 2009، أطلقت سيارة «إكس
6»، التي تراوح سعرها بين 6.6 مليون و8.5 مليون روبية،
وكذلك سيارة «زد 4»، التي بلغ سعرها 5.9 مليون روبية.
وتصدرت «بي إم دبليو» سوق السيارات الفارهة في الهند
وذلك نظرا لطرازاتها الاستثنائية. ونجحت الشركة في
بناء أسطول كبير من الموديلات خلال عامين فقط.
لكن «مرسيدس» لم تعد رمز الثراء في الهند إذ إن
المديرين التنفيذيين الشباب والجيل الثاني من رجال
الأعمال يختارون العلامات التجارية الرياضية
والاستثنائية مثل «بي إم دبليو» و«أودي». وببلوغ
مبيعاتها 3619 سيارة في عام 2009، حلت «بي إم دبليو»
محل «مرسيدس»، التي كانت في موضع الريادة في السوق.
وبلغت مبيعات «مرسيدس» 3247 سيارة مقارنة بنحو 3625
سيارة في العام الأسبق، مما يجعل العمل على استعادة
الحصة التي فقدتها أمرا ضروريا.
وحققت «أودي»، وهي ثالث سيارة في الثلاثي الألماني،
التي بدأت عملياتها في الهند في عام 2006، نموا قدره
58 في المائة. وباعت هذه العلامة التجارية 1658 سيارة
في عام 2009. وتسيطر «أودي» على نحو 20 في المائة من
سوق السيارات في الهند. وفي سياق احتفالها بالذكرى
المئوية لها، كشفت الشركة النقاب عن النسخة المحدودة
من سيارتها «إيه 2.76 تي دي آي»، التي تتوافر بسعر 3.7
مليون روبية.
وفي ظل محاولة «أودي» و«بي إم دبليو» اللحاق بها،
قدمت رائدة السيارات الفارهة في الهند «مرسيدس بنز»
أيضا مجموعة من سيارات الجيل القادم. فبالنسبة إلى
الأشخاص الذين أسقطوا «مرسيدس» من حساباتهم كعلامة
تجارية قديمة، يتوجب عليهم أن يشاهدوا النسخة الفارهة
من سيارة «إم كلاس» والسيارة الجديدة «إي كوبيه»،
اللتين لم تطرحا في السوق بعد. ويقول ويلفريد أولبور،
الرئيس التنفيذي لـ«مرسيدس بنز» في الهند: «إننا نشاهد
وضعا في الهند يتجه فيه المهنيون من الشباب إلى الحصول
على الأفضل، وما يسهل ذلك هو برامج التمويل الميسرة».
وفي سياق نشاطها وعزمها المتواصلين، أعلنت «مرسيدس»
عن سيارتها الجديدة «مرسيدس بنز إس إل إس إيه إم جي»،
وهي أغلى سيارة يتم تجميعها في الهند، لكون سعرها يصل
إلى 20.5 مليون روبية. وتلقت «مرسيدس بنز» في الهند
ستة حجوزات لهذه السيارة التي تبلغ سرعتها 317
كيلومترا في الساعة، وتم الإعلان عنها في معرض دلهي
للسيارات. ويبذل ثاني أكبر مصنع للسيارات الفارهة في
الهند جهودا كبيرة لاستعادة وضعه القيادي في هذه
الشريحة من السيارات عن طريق إطلاق سيارات شبابية مثل
«مرسيدس بنز إي كلاس كوبيه» التي تم إطلاقها في الفترة
الأخيرة. ويطلق على هذه السيارة اسم «شيء من المتعة».
وهذه السيارة الرياضية مجهزة بأحدث التكنولوجيا، وهو
ما يجعلها بمثابة مزيج متكامل من الراحة والإثارة
والأمان. وتعد السيارة «إي كلاس كوبيه»، التي يبلغ
سعرها 5.6 مليون روبية تقريبا، إحدى السيارات المنافسة
بشراسة للسيارة «أودي إيه 5» والسيارة «بي إم دبليو
الفئة الثالثة كوبيه»، اللتين من المتوقع إطلاقهما في
الهند العام الحالي.
ولا تزدهر مبيعات السيارات الفارهة فقط في المدن
الكبيرة، فإلى جانب مدن حيدر آباد وتشيناي ودلهي
وبنغالور، انضمت مدن مثل لوذيانا وتشانديغار ونوغبور
ولوكناو وجايبور وسورات وأحمد آباد، إلى سوق السيارات
الفارهة.
وباعت «بي إم دبليو» بالفعل 30 سيارة في مدينة
جايبور، التي افتتحت مركز بيع معتمدا تابعا لها في هذه
المدينة قبل ثلاثة أشهر. ومن المتوقع أن تفتتح «أودي»
خطا كاملا للإنتاج في الهند بحلول عام 2015. وعلى
الرغم من كونها اللاعب رقم ثلاثة في سوق السيارات في
الهند (من حيث حجم المبيعات) فقد وضعت «أودي» لنفسها
هدفا، وهو بيع 1.5 مليون سيارة في الهند بحلول عام
2015. وعلى خلفية بيعها نحو 1658 سيارة في عام 2009،
و349 سيارة في عام 2007، يبدو هذا الهدف سهل التحقيق.
ويقول سانديب أرورا، المدير في إحدى الشركات
الرياضية: «هناك الكثير من الأنشطة الترويجية الحالية
التي تنتظر التوفر الفعلي للسيارات في المدن الصغيرة.
وتتلخص الفكرة في بناء العلامة التجارية من خلال أحداث
مثل جلسات التدريب والحفلات الخاصة لتعريف المشترين
المحتملين بالمنتج بحيث يمكنهم حجزه».
شركة السيارات الألمانية الفارهة «أودي» - التي
بدأت من الصفر في الهند - أصبحت الآن علامة تجارية
ضخمة تعمل على تعزيز نشاطها ولذلك وضعت استراتيجية من
ثلاثة محاور تشمل تحسين صورة العلامة التجارية وتدعيم
خط إنتاج لسبعة موديلات وبناء بنية تحتية فعالة مع
وجود شبكة قوية من الموزعين. وتتطلع «أودي» إلى
الوصول إلى أعلى مكانة في السوق بحلول عام 2015.
وتتوقع الحصول على المكانة الأولى خلال الأعوام الخمسة
المقبلة بتحقيق مبيعات أعلى من منافسيها في البلاد.
ويقول بينويت تيرز، العضو المنتدب بشركة «أودي» في
الهند: «بحسب تقديراتنا، ستصبح الهند خامس أكبر سوق
للسيارات في العالم بحلول عام 2015. لقد بعنا 120 ألف
سيارة في الصين عام 2008، وستصل مبيعاتنا في الهند إلى
هذا الحد قريبا. وبحلول عام 2025، نتوقع أن تصل
مبيعاتنا في الهند إلى الحد الذي وصلت إليه في
اليابان، وهو نحو 20 ألف سيارة».
وعندما كان كبار المديرين في معظم شركات السيارات
منشغلين في وضع استراتيجيات للنجاة العام الماضي، كان
الرئيس التنفيذي في «رولز رويس»، توم بورفيز، يخاطب
شبكة من الرؤساء التنفيذيين الهنود والمسؤولين
التنفيذيين في أحد المنتجعات الراقية في جينيف. وكشف
الحدث عن إمكانية استهداف العلامات التجارية في سوق
السيارات الفارهة مثل «رولز رويس» أسواقا مثل الهند
لتحقيق النمو المستقبلي. وتحتفظ الهند بموقع جوهرة تاج
«رولز رويس»، والشركة تأمل بمضاعفة مبيعاتها في الهند
إلى 40 وحدة العام الحالي مع إطلاق سيارة «بابي رولز»
التي يبلغ سعرها 25 مليون روبية. وإضافة إلى ذلك، هناك
عدد صغير من الهنود الذين يستوردون سيارات «فيراري» و«لامبورغيني»
وغيرهما من العلامات التجارية الكلاسيكية.
وتستعد السيارة «ماكلارين»، الرياضية عالية
التكنولوجيا، التي تنتجها واحدة من أكبر وأنجح شركات
سيارات السباق في العالم، لدخول سوق السيارات الهندية
في القريب العاجل. وتعرف هذه السيارة بقوة الأداء،
وتستعد لإعادة صياغة قواعد تصميم السيارات الرياضية
بهندستها الثورية المستوحاة من «إف 1» وتصميمها الذي
يصنع بناء على طلب العميل، وتتحدى هذه السيارة أفضل
السيارات الرياضية في العالم، وتحتوي على سمات خاصة
للسباق.
وتضاعف حجم سوق السيارات الفارهة في الهند ثلاثة
أضعاف خلال السنوات الخمس الماضية. وكان العام الماضي
بمثابة تغير كبير في سوق السيارات الفارهة في الهند،
حيث إن الطلب فاق المعروض إلى حد كبير. ومع مراهنة
السيارات الجديدة في السوق مثل «جاغوار» و«فولفو» على
عامل النمو، فسيكون على كل لاعب بذل كل ما في وسعه
للحصول على نصيب من الكعكة المصدر: موقع
"الشرق الأوسط"
|