رئيس الوزراء الياباني يزور الهند
مباحثاته تركز على التجارة وتتطرق للإرهاب والمناخ
وإصلاح مجلس الأمن
نيودلهي : بدأ رئيس الوزراء الياباني يوكيو
هاتوياما، الذي تعهد بإيجاد مكان جديد لشرق آسيا على
ساحة الدبلوماسية الدولية، أمس، زيارة مدتها ثلاثة
أيام إلى الهند، تهدف إلى تعزيز العلاقات وخصوصا في
جانبها التجاري. واستهل هاتوياما زيارته بلقاء مع
رجال من قطاع الصناعة الهندي، كان بينهم راتان تاتا
رئيس مجلس إدارة مجموعة «تاتا»، وموكيش أمباني رئيس
شركة «ريلاينس إندستريز» في مومباي. وذكر متحدث باسم
اتحاد الصناعات الهندي، الذي نظم المحادثات، أن اللقاء
تركز على العلاقات التجارية الثنائية، وكيفية تحسين
التبادل التجاري بين الهند واليابان. وبعد لقائه ذلك،
توجه هاتوياما إلى نيودلهي حيث كان مقررا أن يجتمع مع
نظيره الهندي مانموهان سينغ.
وذكرت وزارة الخارجية الهندية، في بيان، أن المحادثات
بين الجانبين تسعى إلى «توسيع وتعزيز ودعم الشراكة
الاستراتيجية والعالمية بين الهند واليابان». وقال
كازو كوداما، المسؤول بالخارجية اليابانية، للصحافيين
في مومباي، إنه بجانب التعاون الاقتصادي، ستركز القمة
بين هاتوياما وسينغ على إصلاح مجلس الأمن الدولي وجهود
مكافحة الإرهاب ونزع السلاح النووي.
وتولى هاتوياما السلطة في سبتمبر الماضي بعد 50 عاما
متصلة تقريبا من حكم الحزب الديمقراطي الحر المحافظ
الموالي للولايات المتحدة. وعملت اليابان، صاحبة أكبر
اقتصاد في آسيا والهند ثالث أكبر اقتصاد على مستوى
القارة، على تحسين العلاقات بينهما منذ أن فرضت
اليابان عقوبات على الهند ردا على التجارب النووية
التي أجرتها نيودلهي عام 1998. وتريد الهند، التي ظلت
طويلا تتلقى أكبر حصة من المعونات اليابانية، التعرف
على ملامح السياسة الخارجية لهاتوياما، خاصة سعي طوكيو
لاتباع سياسة خارجية أكثر «استقلالا» عن واشنطن وتحسين
العلاقات مع الصين الغريم التقليدي لنيودلهي. كما ترغب
نيودلهي في معرفة المزيد حول المكانة التي تحتلها
الهند في مقترح هاتوياما بإنشاء مجموعة لدول شرق آسيا
لها عملتها الموحدة على غرار الاتحاد الأوروبي.
وكتب سيدهارت فاراداراجان، كبير المحررين بصحيفة «ذا
هندو» الهندية: «يوكيو هاتوياما يختلف عن أي زعيم
ياباني آخر تعاملت معه الهند في السنوات العشر
المنصرمة، رؤية هاتوياما لتجمع شرق آسيوي ورغبته في
العمل مع الصين توفران فرصة للهند واليابان لبناء
علاقاتهما الثنائية على أساس أمتن من الرمال المتحركة
المتمثلة في توازن القوى»، في إشارة لإحدى وجهات النظر
السائدة في نيودلهي القائلة إن اليابان تمثل حماية
للهند من صعود الصين.
ويقول محللون إن التجارة هي إحدى طرق تعزيز تلك
الشراكة التي أكدتها روابط عسكرية أوثق في الفترة
الأخيرة وتأييد اليابان للاتفاق النووي المدني المهم
بين الهند والولايات المتحدة العام الماضي. وتعد
اليابان سادس أكبر مستثمر في الهند. ويريد الطرفان رفع
التبادل التجاري بينهما الذي بلغ أكثر من 12 مليار
دولار في 2008-2009، إلى 20 مليار دولار العام المقبل.
وقد تركز محادثات هاتوياما في الهند أيضا على سياسات
التغير المناخي، وهو موضوع تقف فيه الدولتان على طرفي
نقيض، وخاصة فيما يتعلق بتوسيع نطاق الدعم الياباني
لمشروعات الطاقة المتجددة في الهند. وقال مسؤولون في
الهند إن المحادثات بين الجانبين ستشمل أيضا عرض
اليابان تدريب مقاتلين سابقين تركوا صفوف حركة طالبان
الأفغانية في إطار حزمة مساعدات يابانية بقيمة 5
مليارات دولار لأفغانستان. ولا تزال الهند تشعر بعدم
ارتياح إزاء إشراك حركة طالبان في أي هيكل للسلطة في
أفغانستان. |