|
الثقافة والمجتمع:
الهند تحتفل اليوم عيد ميلاد
غورونانك مؤسس الديانة السيخية
رسالة غورو ناناك – مؤسس ديانة السيخ
بقلم اونكار سينغ
ترجمة محمد حسين أحمد
ان
جوهر رسالة غوروناناك - مؤسس ديانة السيخ - هو ان
يحترم الانسان ديانات الاخرين فبالنسبة له ان الحب
والاحترام و ليس التسامح فقط هو أساس للمجتمع
الديمقراطي . كانت حياة غورو ناناك و تعليماته تدور
حول التعايش و الانسجام بين منتمي الديانات المختلفة .
سعى غوروناناك لتغيير تصرفات الناس و سلوكهم لتحريرهم
من الحقد والكراهية والريبة والتحايل و الإجحاف على
أساس الانتماءات الطائفية او الدينية . علما بانه كانت
فترة حياته مليئة بالاضطرابات الطائفية والدينية . كان
الحكام المغول المسلمين يحكمون الهند آنذاك.
شجع غوروناناك الناس بتعليماته على بناء العلاقات على
أساس الحب و الثقة و نصح الناس بالعيش بالسعادة
والسلام و الوئام بغض النظر عن الديانات التي ينتمون
إليها.
فالذين حضروا و استمعوا إلى خطبه العاطفية تأثروا
كثيرا بتعليماته البسيطة حول خلق التفاهم مع الآخرين
وإقامة العلاقات البينية بالثقة المتبادلة.
نجح غوروناناك في تغيير سلوك الناس بخطبه ومواعظه
ووصلت رسالته للحب و الوئام إلى كافة إرجاء البلاد وقد
نال الحب والاحترام من جميع اتباعيه عبرالديانات
المختلفة في عصره.
كان يقول للناس " ان المسلمين و الهندوس كلهم مخلوق
الله وعباده وكلنا أطفال الرب فنحن سواسية في نظره وكل
من يدرك هذا فهو رجل دين حقيقي.
وحينما سئل من هو أفضل هل المسلم أو الهندوس فقال "دون
الأعمال الصالحة كلاهما في الشقاء والأعمال الصالحة في
نظره هي حب الله و حب لمخلوقه والسلوك السليم هو الدين
الحقيقي" وأضاف : الاحترام للأخر هو المهم ولكن الاهم
من ذلك هو الاحترام لآراء الآخرين.
كان غوروناناك مصلح روحاني فلم يكن يؤمن بنظام التفاوت
الطائفي السائد في المجتمع الهندوسي في الهند ولا
بعبادة الأصنام ولا بالطقوس ولا بالرهبانية، فحسب قوله
ليس احد اقل درجة من الآخر على أساس الجنس أو العرق ،
أوالطائفة أو الدين و إنما كل الناس سواسية وان
الأعمال و ليست الولادة هي المحك لتقرير فضيلته فكان
بعيدا كل البعد عن الأوهام أو الأفكار السخيفة مثلما
كان حال الناس حوله في عصره .
لقد بدأ نظام المائدة باسم " غورو كا لانغر" ( أي
مائدة "غورو" أو الاستاذ) حيث كانت الوجبات تقدم للناس
جماعيا مجانا دون أي اعتبارات دينية أو طائفية – سواء
أ كانوا منبوذين أو منتمين إلى الطبقات العليا من
المجتمع .
ديانته غورونانك بنيت على ثلاث: كسب الرزق بالحلال و
تقاسم الرزق مع الآخرين وذكر الله في كل حين. كذلك علم
الناس كيفية التأمل في اسم الله .
كان غورو ناناك متزوجا و كان لديه ولدين وفضلا عن كونه
مصلحا دينيا كان شاعرا وصوفيا ومغنيا لقد قام بالأسفار
إلى العديد من بلدان العالم و منها التبت و سري لانكا
و الحجاز وبغداد في الشرق الأوسط وغيرها. كان يسافر مع
صديقه مردانا و هو مسلم الذي كان يعزف القيثارة
الهندية ذات الاوتار مصاحبا للترنيمات التسبيحية
المسحورة مدحا لله والتي كان يغنيها غورو نانك في حله
و ترحاله فكان يجذب الناس بها عبر الأديان المختلفة
إلى رسالته النبيلة وهي الصدق و حب الله وحب الناس
جميعا.
ما أحوج الناس اليوم إلى رسالة غورونانك الفريدة
للتعايش بالحب و السلم و الوئام و احترام عقائد
الآخرين في عالمنا المعاصر.
|
|
|