منوعات
:
جاغوار ولاندروفر تنزلان رسميا
إلى السوق الهندية متحديتين انهيار الطلب العالمي
على السيارات الفارهة
براكريتي جوبتا
مومباي:
 وصلت
رسميا شركتا صناعة السيارات البريطانية الشهيرتان
«جاغوار» و«لاندروفر» إلى الهند، موطن شركة «تاتا»
قبل أسبوعين، وقد أقدمت شركتا السيارات المترفة
والأنيقة، «جاغوار» و«لاندروفر»، على ولوج السوق
الهندية بعد انهيار الطلب على السيارات الفارهة،
نظرا للركود الاقتصادي العالمي.
وسيتم طرح ستة موديلات ـ ثلاثة من «جاغوار» وثلاثة
من «لاندروفر» ـ في السوق الهندية التي تعد من
أكثر أسواق السيارات سرعة في النمو. وسوف تقدم «جاغوار»
ثلاثة موديلات من سيارات السيدان «إكس إف» و«إكس
إف آر» و«إكس كيه آر»، بينما تطرح «لاندروفر»
السيارات الثلاث «ديسكفري 3» و«رينج روفر سبورت»،
و«رينج روفر الرياضية متعددة الأغراض».
وسوف يتم بيع جميع أنواع السيارات بأسعار تتراوح
بين 6.3 مليون روبية (حوالي 131 ألف دولار أميركي)
و9.2 مليون روبية في قاعة عرض خاصة في مومباي.
وسوف يتم طرحها في منافذ بيع أخرى بعد تزايد الطلب
عليها.
ولكن الهنود، الذين يتوقون لشراء موديل «فريلاندر»،
سيكون عليهم الانتظار حتى شهر أكتوبر أو نوفمبر
المقبلين، حيث إن إجازتها واختبارات جودتها على
الطرق لم تنته بعد، وما زالت الشركتان تجريان
تعديلات على السيارة لكي تجعلها متلائمة مع السوق
الهندية. ويوجد في أسواق السيارات الفارهة حاليا
منافسون بارزون مثل سيارتي «بورش» و«بي إم دبليو»
الألمانيتين إضافة إلى«مرسيدس» و«أودي» و«بنتلي»
و«رولز رويس» و«مايباخ» و«لامبورغيني».
مسؤول كبير في شركة «بي إم دبليو» في ألمانيا أعرب
عن اعتقاد الشركة بأنها ليست قلقة من هذه التطورات
وأبلغ وسائل الإعلام المحلية: «إن منافسنا الرئيسي
ما زال شركتي مرسيدس وأودي، فهما اللاعبان
الرئيسيان في سوق السيارات الفارهة. نحن لا نتأثر
على المستوى العالمي بـ(جاغوار) و(لاندروفر) ولا
نتوقع أن يكون لهما تأثير على المبيعات في الهند
كذلك».
تجدر الإشارة إلى أن صافي خسائر شركة «تاتا»
للسيارات زاد عما كان عليه في عامها الأول بعد
الدمج بمقدار 25 مليار روبية (250 مليون دولار
أميركي). وتعود تلك الخسائر جزئيا إلى انخفاض
مبيعات «جاغوار» و«لاندروفر» اللتين اشترتهما «تاتا»
من شركة «فورد» العام الماضي بـ 2.3 مليار دولار
أميركي، فقد انخفضت مبيعات «جاغوار» و«لاندروفر»
العالمية حوالي الثلث في عشرة شهور حتى نهاية مارس
، إذ حققت مبيعات تصل إلى 167 ألف سيارة وهي أقل
من مبيعات العام الذي يسبقه والتي بلغت 246 ألف
سيارة.
يقول راتان تاتا رئيس شركة «تاتا» «إن البدء في
إنتاج (جاغوار) و(لاندروفر) يعد حدثا استثنائيا
بالنسبة لشركة (تاتا)، فقد استقبلت الهند (جاغوار)
ـ (لاندروفر) بطريقة جيدة كما أنه كان لهما وجود
قوي في الماضي. ولكن مع مرور الوقت لم تعد تلك
السيارات موجودة في السوق الهندية، إنها شركة
تنتمي لنا ونحن فخورون بها».
كما أن الشركة أصرت على أنه لا توجد خطط لتجميع
تلك السيارات داخل البلد في الوقت الحاضر، فسوف
تستورد شركة «تاتا» تلك السيارات كاملة التجهيز.
ورغم أن المسؤولين في «جاغوار» و«لاندروفر» كانوا
غير ملتزمين بتقديرات المبيعات، فقد أكد فيل
بوبهام المدير الإداري لـ«لاندروفر» «إن هذه
السيارات استثنائية، ولذلك فنحن نتطلع لأرقام
صغيرة. فالتحدي بالنسبة لنا هو خلق سوق لتلك
السيارات هنا، وعلى الرغم من التراجع في السوق
الأميركية والأسواق الأوروبية فإننا نرى إعادة
انتشارها في الصين وروسيا والبرازيل. كما أن قاعدة
المستثمر تنمو بثبات، والهند تعتبر سوقا كبيرة
تملك احتمالات كبيرة للنمو».
كما تنوي «تاتا» أن تستفيد من الخبرة التكنولوجية
لـ«جاغوار» ـ «لاندروفر» من خلال المشاركة في حقوق
الملكية الفكرية وذلك لأن الشركة تعتبر أن
الشركتين مجتمعتين لديهما «قدرات عظيمة». وقد
حافظت الشركة بشدة على أن تبقى الشركتان منفصلتين
عن «تاتا» المستقرة في وضعها كي لا تتأثر عملياتها.
كما أنها امتنعت كذلك عن استغلال البنية التحتية
لموزعي «جاغوار» ـ «لاندروفر» الموجودة في
الولايات المتحدة.
وأضاف راتان تاتا «لم نحاول أبدا دمج (جاغوار) ـ (لاندروفر)
مع (تاتا موتورز) ولكن مع الوقت ستصبح هناك عوامل
مشتركة بينها بما يشمل التعامل مع العملاء، وقطع
الغيار، والموزعين والعلاقة بالمستهلك».
وقد كشفت بعض المصادر في شركة «تاتا» عن وجود
مباحثات تدور بين «لاندروفر» والحكومة الهندية
لتوفير عربات حديثة للجيش والقوات المسلحة. وتعمل
الشركة حاليا على تطوير طراز جديد في أبحاثها
و«مركز التنمية» في المملكة المتحدة، والذي سوف
يلبي احتياجات الدفاع في معظم البلدان حول العالم،
بما فيها الهند.
وكانت شركة «تاتا موتورز» تنتج عربات مثل حاملة
الجند المدرعة الخفيفة، وعربات مكافحة الشغب،
وعربات الإسعاف، والهياكل الخارجية للحافلات
الصغيرة، وسيارات المطافئ، وعدة منتجات أخرى في
هذا المجال، كما أنها ستقدم منتجات إلى الشرطة
الهندية والقوى شبه العسكرية.
ولشركة «لاندروفر» خبرات سابقة في ما يتعلق بتطوير
المركبات العسكرية، فالشركة كانت تنتج منذ أكثر من
ستين عاما السيارات، بما فيها سيارات الدفع
الرباعي التي يمكن استخدامها في عمليات الدفاع
وعمليات حفظ السلام.
والشكل التقليدي للسيارة العسكرية التي تنتجها «لاندروفر»
يعتمد على منصة إنتاج مركبة «ديفندر» الرباعية
الدفع ذات القدرة العالية على التحمل.
ويتم طرح سيارة «ديفندر» في عدة طرازات بما فيها «ستيشن
واغن»، وسيارات الـ«هارد توب» (السقف الصلب)،
و«البيك أب»، وسيارات «البيك أب» ذات الكبينة
المزدوجة، وسيارات الـ«ستيشن واغن»، والمركبات
متعددة الأغراض. والنسخة العسكرية من سيارة «ديفندر»
تعتمد على الهيكل الخارجي نفسه ولكن مع إضافة محرك
معدل ومحور عجلة وباور ترين (ناقل الحركة) معدل.
وسوف تحاول «لاندروفر» الإفادة من خبرات «تاتا
موتورز» في بيع مركبات الدفاع إلى الحكومة الهندية
حيث كانت توفر الشركة المركبات إلى قطاع الدفاع
منذ حوالي خمسة عقود.
وتحاول الشركة تسويق المركبة الجديدة التي تم
تصنيعها وفق نموذج جديد تماما قدمته «لاندروفر»
والفوز بطلبيات من مناطق أخرى مثل الدول الأوروبية،
والصين، والبرازيل، وروسيا، وكانت «لاندروفر» تشهد
نموا ثابتا في الطلب على مركباتها من تلك الأسواق
الناشئة، وسوف تمثل عقود الدفاع من الهند والدول
الأخرى عاملا مهما في تعزيز النمو والأرباح
بالنسبة لـ«لاندروفر».
وربما تمنح «جاغوار» ـ «لاندروفر» مقعدا في مجلس
الإدارة أو حتى حصة في رأس المال إلى الحكومة
البريطانية، في مقابل الحصول على قرض مالي، وهو ما
تحتاج إليه الشركة على نحو عاجل. وتتفاوض الشركة
حاليا مع الحكومة لكي تضمن الحصول على قرض قيمته
340 مليون جنيه استرليني من بنك الاستثمار
الأوروبي. ويقول راتان تاتا رئيس شركة «تاتا
موتورز» في سياق الحديث حول القرض الذي تحتاج إليه
شركة «جاغوار» ـ «لاندروفر» إن المسألة كلها تتوقف
على مدى نجاح المفاوضات، مضيفا: «إذا كانت الحكومة
البريطانية سوف تمنح الشركة قرضا كبيرا، يجب أن
يكون هناك قدر متكافئ من التمثيل أو المشاركة في
الإدارة، فالمسألة تتعلق بالمفاوضات على ما هو
عادل ونزيه وهو ما نحاول أن نقوم به».
نقلا عن صحيفة "الشرق الاوسط"
|
