صحف :
أصداء سلبية لتصريحات الرئيس الفرنسي
حول ارتداء الحجاب في الاعلام الهندي....نقض
للميثاق الاجتماعي في إيران
مومباي - أخبار الهند
لازالت تلقى تصريحات الرئيس الفرنسي نيكولا
سركوزي اصداء سلبية في الصحافة الهندية
والانجليزية في الهند ناهيك عن
الصحافة الاردية التي هي لغة لشريحة كبيرة
من مسلمي الهند حيث نددت هذه التصريحات تنديدا
شديد اللهجة ، فتناولت جريدة "ذي تايمز اوف
انديا " الانجليزية الصادرة من مومباي، و هي
اكثر الجرائد الانجليزية انتشارا في الهند ، هذا الموضوع في أحدى افتتاحياتها تحت
عنوان " تحرك مربك" و نقرأ في العنوان الفرعي "اقتراح
سركوزي لفرض الحظر على البرقع غير حكيم" وكتبت
الصحيفة:
"اظهرت تصريحات نيكولاس سركوزي بشأن البرقع نقصا
شديدا في ثقافته الدبلوماسية ما لا يتماشى مع منصبه
كرئيس دولة فهذه التصريحات تضعه في مصاف امثال
سلفيو يرليسكوني من حيث اصدار اقوال غير
حكيمة.
وتابعت الصحيفة: لم يكتف سركوزي باقتراحه على فرض
حظر تام على ارتداء البرقع في الاماكن العامة –
الامر الذي كان كافيا لاثارة ضجة كبيرة من
الاحتجاجات - بل ذهب ابعد من ذلك بتوجيه هجوم شرس
ضد البرقع واصفا أياه بالنعوت مثل "علامة
الاستعباد" ، "سجناء خلف الاقنعة" ، "محرومات من
الهوية". واذا كان القصد من هذه التصريحات اثارة
مشاعر حوالي خمسة ملايين من المسلمين الذين
يعتبرون فرنسا وطنا لهم فلا شك انه نجح في ذلك."
واضافت الصحيفة: موقف فرنسا من الحجاب مثال مثير
للاهتمام من حيث العلاقة بين الدين والدولة حيث
انها حظرت ارتداء الحجاب في مؤسساتها التعليمية"
فقارنت الصحيفة بين ما تمارسه فرنسا والبلدان
الاخرى في العالم و ذكرت على سبيل المثال تركيا و
هي تتبع نفس النهج من العلمانية التي تتبعها فرنسا
من جهة وايران والمملكة العربية السعودية من جهة
اخرى حيث تلزم الدولة وجوب ارتداء الحجاب والبرقع.
وتقول الصحيفة بان الفوارق الحاسمة بين العلمانية
التي فهمتها فرنسا والعديد من الديمقراطيات في
البلدان الغربية والولايات المتحدة الامريكية
والتي تمارسها الهند تتجلى جليا هنا. ولاحظت
الصحيفة بان الخطر الذي يكمن في الاولى هو ان
العلمانية التي تخلق حاجبا صارما بين الدين و
الحياة العامة ليست الا انحرافا يصل احيانا إلى
درجة التطرف بحد ذاته. فانها (العلمانية) تؤدى إلى توتر مضطرب
مع بقية مباديء الديمقراطية الهامة وهي حرية الفرد
و حرية التعبير. وعلى العكس ان النسخة العلمانية
التي تمارسها الهند برغم التلاعب المجنون الذي
تلجأ اليه بعض المجموعات السياسية الهندية بشأنها،
تكسب قوة من مرونتها حيث انها تعتمد على الشمولية
دون الفصل . فاثبتت العلمانية الهندية مرارا و
تكرارا بان حقوق الفرد وامتيازات الدولة يمكن ان
تتداخل بعضها ببعض دون ان تلغى الواحدة
للآخرى.
واختتمت الصحيفة: "علمانية الهند، بطريقة ما، ليست
الا امتدادا لفلسفة الوسطية التي هي من صميم
تعاليم البوذية فهي بعيدة عن تطرفي الدولة
الثيوقراطية والدولة التي تهتم اهتماما مفرطا
بإبعاد الدين عن الحياة العامة ولو على حساب حريات
مواطنيها. و آخيرا يجب على سركوزي الا ينسى ان
الثورة الفرنسية جاءت لتدافع عن حقوق الفرد."
وفي السياق ذاته ، نشرت صحيفة تايمز
اوف انديا خبرا بعنوان "جامعة دار العلوم
الاسلامية في ديوبند تلوح بمقاطعة البضائع
الفرنسية" وكتبت: "لوحت جامعة دارالعلوم الاسلامية
في ديو بند باصدار فتوى ضد البضائع الفرنسية في
الهند عقب تصريحات الرئيس الفرسني نيولا سركوزي
حول ارتداء البرقع ونسبت الصيحفة إلى رئيس قسم
الفتوى بالجامعة الشيخ ارشد فاروقي قوله: "إذا لزم
الامر يمكن اصدار فتوى إلى جميع المتبعين لمقاطعة
البضائع الفرنسية".
واستطرد الشيخ: " لقد خالف سركوزي بتصريحاته غير
الحكيمة ان ارتداء الحجاب أو البرقع "علامة
لاستعباد المرأة " قوانين بلاده التي تضمن
للمواطنين حرية ممارسة الدين دون عائق".
كما ذكرت الصحيفة موقف حزب المؤتمر ازاء تصريحات
سركوزي على لسان الناطق باسمه مانيش تيواري حيث
قال :" لا يحق لأحد ان يتدخل في حق الفرد في
اختيار ملابسه ما لم يخل ذلك الأخلاقيات العامة."
صحيفة "دي ان ايه"
كما تناولت صحيفة " دي ان ايه " ــ الإنجليزية ــ
مومباي تصريحات سركوزي في احدى افتتاحياتها بعنوان
طريف
"القضايا المبرقعة" وكتبت: ان الزوبعة حول مسألة
ارتداء البرقع التي اثارها الرئيس الفرنسي نيكولا
سركوزي هي غير لائقة و غير منطقية و يبدو انه يوجد
لدي الرئيس و الادارة الفرنسية التباس بشأن
الثقافة الاسلامية فإذا شعر سركوزي ان ارتداء
البرقع غير مرغوب لديه شخصيا فهذا مفهوم ولكن فرضه
الحظر على ارتدائه هو بدوره بغيض و غير مقبول.
وتابعت الصحيفة: " يبدو من اول وهلة ان الرئيس
الفرنسي يدعم حقوق المرأة بقوله ان ارتداء الحجاب
علامة الاستعباد ولذا انه يناهضه الا انه من
المرجح انه لم يفهم هذه الممارسة التي هى جزء لا
يتجزأ من الثقافة الاسلامية.
جريدة "هندوستان تايمز" ــ الإنجليزية ــ
مومباي
تناولت الجريدة موضوع الاضطرابات
في ايران في احدى افتتاحيتها بعنوان " فقدان الثقة"
حيث جاء في العنوان الفرعي "نقض للميثاق الاجتماعي
بين فقهاء إيران و شعبها" و كتبت:
"هناك اكثر من مجرد مطالبة لإعادة اجراء
الانتخابات في إيران والذي نشاهده
(الاحتجاجات)
ليس الا نقضا للميثاق الاجتماعي بين شعب إيران
والثيوقراطية التي تحكم البلاد منذ فرض حكم ولاية
الفقيه في عام 1979."
وأضافت: "في باديء الامر ظهر ان نقمة الشعب موجهة
إلى الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الا انه
تحول احباط الشعب إلى غضب حقيقي ضد المرشد الأعلى
آية الله علي خامنئي لدعمه المطلق لـلرئيس."
ختمت الصحيفة: "ما الذي يجري في ايران حاليا هو
يدخل في شؤنها الداخلية ما يجعل المرشد الأعلى
السيد خامنئي أكثر مسئولية لوقف هذا العنف ضد شعبه."
|