714 مليون هندي مدعوون لانتخابات تشريعية اكثر
انفتاحا في الهند
فون نيكولا ريفيز
نيودلهي :
يبدأ
نحو 714 مليون ناخب هندي التصويت اعتبارا من
الخميس وخلال شهر في انتخابات تشريعية اكثر
انفتاحا من اي وقت مضى في هند منقسمة تعاني من
آثار الازمة الاقتصادية في الغرب والارهاب في جنوب
آسيا.
ويجري الاقتراع الذي تعتبره الحكومة بمثابة "اكبر
ممارسة ديمقراطية في العالم"، على خمس مراحل تستمر
حتى 13 مايو لاختيار 543 نائبا في مجلس الشعب
(البرلمان) الذي يمثل 35 ولاية ومنطقة هندية.
وهذا البلد العملاق المقدر تعداده السكاني ب1,17
مليار نسمة سيواجه تحديا في عملية تصويت 714 مليون
مواطن مع انتشار 6,1 مليون عنصر من قوات الامن
ومراقب في 828 الف مركز اقتراع موزعة في سائر
انحاء البلاد، من بومباي حتى الحدود البورمية على
مساحة 2500 كلم شرقا، ومن كشمير (شمال) الى كيرالا
(جنوب) اللتين تفصل بينهما مسافة 4 الاف كلم.
ورئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ وهو من السيخ
ويبلغ من العمر 76 عاما، يجسد وجه هذه الفسيفساء
من الاتنيات والطبقات الناطقة بـ18 لغة رسمية
والتي تشكل على الارجح المجتمع الاكثر تعقيدا على
سطح الكوكب.
و اصبحت الهند في خلال 62 عاما من الاستقلال قوة
نووية وعاشر اقتصاد في العالم.
لكن لا يتوقع ان يحصل اي حزب على عدد كاف من
المقاعد ليحكم بمفرده، لا حزب المؤتمر الذي ينتمي
اليه سينغ وترأسه سونيا غاندي الوريثة النافذة لال
نهرو-غاندي، ولا المعارضة اليمينية القومية
الهندوسية الممثلة بحزب الشعب الهندي بزعامة لال
كريشنا ادفاني (81 عاما).
لذلك فان نتائج الاقتراع في 16 ايار/مايو مفتوحة
على كل الاحتمالات اكثر من اي وقت مضى وتشكيل
حكومة ائتلافية سيكون رهنا بتحالفات تعقد بعد
الانتخابات بين الحزبين الوطنيين الكبيرين
وتشكيلات اقليمية.
ويتوقع يوجندرا ياداف الباحث في مركز دراسة
المجتمعات النامية في نيودلهي "ان تحسم انتخابات
2009 اثناء مرحلة سادسة بعد 16 مايو".
وبما ان "الجسم الانتخابي والخريطة السياسية
متشرذمان تماما و فان الاحزاب المحلية سيكون لها
اليد الطولى في هذه الانتخابات وخصوصا مع الولايات
المحورية مثل اوتار برادش (شمال) واندرا برادش او
تاميل نادو (جنوب)"، على ما اوضح الباحث في معهد
الدراسات السياسية في باريس جيل فيرنييه الذي يعمل
في الهند.
وهكذا فان رئيسة حكومة اوتار برادش، الولاية التي
تعد 182 مليون نسمة وتحظى بـ 80 مقعدا في البرلمان
الهندي ، كوماري ماياواتي التي تنتمي الى طبقة
"المنبوذين" وحزبها، حزب مجتمع المنبوذين هي
"صانعة الملك" بالنسبة لحزب المؤتمر او حزب الشعب
الهندي، او حتى ان تصبح رئيسة وزراء ائتلاف يضم
مزيجا من الاحزاب الصغيرة.
ومع ان حزب المؤتمر وحزب الشعب ركزا حملتهما على
مسائل ذات اهتمام وطني مثل وقع الانكماش الاتي من
الغرب ومكافحة الفقر وتطوير البنى التحتية
والتربية او مكافحة الارهاب، "فان الموضوعات
الكبرى التي ستحسم التصويت ستكون اقليمية ومحلية"
على ما يرى فرنييه.
غير ان الهند ستحتاج لـ"حكم متين ومحنك" برأي
نيرجا شودوري في وقت يسجل فيه اقتصادها تباطوءا
ويضربها الارهاب الاقليمي .
قد حذر وزير الداخلية بالانيابان شيدامبارام الذي
يلعب على الورقة الامنية، الثلاثاء الماضي، من ان
الهند تقع "في وسط حلقة نار" محصورة بين باكستان
التي تشهد اضطرابات وسريلانكا التي تخوض حربا
وبنغلادش التي تعاني من نظام ديمقراطي ضعيف.
لكن هنا ايضا يشكك عدد من الخبراء في ان يكون لذلك
تأثير داخل معازل التصويت لان "الانتخابات في
الهند لا تحسم ابدا على رهانات السياسة الخارجية"
على ما اكد فيرنييه.
|