|
يوم السبت الموافق 19 ابريل 2008م
افتتاح ملتقى مشروعات الاستثمار
الهندية - العربية في نيودلهي
نيودلهي:
افتتح ملتقى مشروعات الاستثمار الهندية - العربية
في نيودلهي يوم الجمعة والذي يهدف الى تعزيز
العلاقات الثنائية بين الهند والدول العربية على
المستويين الحكومي والخاص في المجالات كافة بما
يعود بالنفع على الجانبين.
ورحب وزير الخارجية الهندي برناب
موكرجي في كلمة ألقاها في افتتاح ملتقى مشروعات
الاستثمار الهندية - العربية بالمشاركين العرب في
أعمال المؤتمر مشيرا الى ارتباط الجانبين بعلاقات
تجارية لقرون مضت اذ كان طريق الحرير الذي يصل بين
آسيا والشرق الأوسط حتى القرن الـ13 أحد أهم الطرق
التجارية في العالم.
وأكد أن "التبادل التجاري
والاستثمار بين هذه المناطق ذو أهمية كبيرة في
تاريخنا المعاصر " داعيا الحكومات والقطاع الخاص
في دول المنطقة الى خلق مناخ استثماري ملائم
ليتمكن طريق الحرير التاريخي من تحقيق كامل أهدافه.
وحث على ضرورة العمل على بناء
الروابط وتعزيزها لتحقيق التكامل بين الطرفين لنقل
المصادر والخبرات بين جانبي طريق الحرير مبينا أن
الهند طورت الخبرات والقدرات التي ترغب في
مشاركتها مع أصدقائها العرب عبر التقاء رأس المال
بالقدرات والخبرات مضيفا "هذا هو مفتاح المستقبل".
وأشار الى أن نحو 4.5 مليون هندي
ممن يعملون في الدول العربية يمتلكون خبرات متميزة
في مجال مشاريع البنى التحتية ويمثلون رأس مال
ثمينا في ضوء الخبرات التي يكتسبونها في حياتهم
العملية.
وأكد أن النمو الاقتصادي للهند
يعتمد على الكيفية التي سيتم بها التعامل مع
الاستثمارات في قطاعات البنى التحتية ومع العقبات
التي قد تواجهنا اذ أظهرت التقديرات أن قطاع البنى
التحتية في الهند يحتاج الى استثمارات تبلغ قيمتها
نحو 500 مليار دولار أمريكي في الأعوام الخمسة
المقبلة.
وشدد على حرص بلاده على الاستثمار
في مجال البنى التحتية مثل سكك الحديد والموانئ
والمطارات والطرق والاتصالات وغيرها وسعيها الى
تشجيع الاستثمار الخارجي على المشاركة فيها مرحبا
بالاستثمارات العربية في الهند.
وحث الجميع على الاستثمار في هذا
المجال مؤكدا أن عملية الإصلاح في الهند دخلت
عقدها الثاني مبينا أن بلاده حققت نموا وإنجازات
بهدف انتشال المزيد من الناس ممن يعيشون تحت خط
الفقر داعيا الى تظافر الجهود في القطاعين العام
والخاص لبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
من جانبه قال سفير جامعة الدول
العربية لدى نيودلهي أحمد سالم الوحيشي في كلمته
أمام الملتقى ان العالم شهد تغيرا في بنية
الاقتصاد العالمي في الأعوام الأخيرة فالأموال
والمصادر والتقنيات والأسواق لم تعد حكرا على
الدول المتقدمة اذ أصبحت الدول النامية تمتلك
الأسواق والمصادر والتقنيات ورؤوس أموال تمكنها من
ادارة قطاع الأعمال الدولي.
وأضاف ان هذا أتاح أبعادا جديدة لتعاون دول الجنوب
الجنوب مشيرا الى أن الهند والعالم العربي بينهما
روابط اقتصادية قوية. وأوضح أن الدول العربية أدت
في سنوات طويلة دورا مهما في الاقتصاد العالمي
للمصادر الطبيعية التي تمتلكها مشيرا الى أن هذه
الثروة منحت هذه الدول حافزا للقيام بإصلاح البنى
التحتية بهدف تنويع مصادر الدخل.
وأضاف ان العالم العربي بحاجة الى
نموذج يطلق طاقات هذه الدول مشيرا الى أن الهند
تستطيع أن تؤدي هذا الدور البناء لامتلاكها الحصة
الكبرى من المهندسين والأطباء من ذوي الكفاءات
اضافة الى العمال المهرة والمهارات العالية في
مجال الأبحاث والتدريب على التقنيات الحديثة
والقدرات الادارية التي يمكن الاستفادة منها في
العالم العربي.
وحول العلاقات العربية - الهندية
قال الوحيشي ان الهند دعمت الدول العربية في
المحافل الدولية ولديها روابط تجارية مع هذه الدول
كما قام الجانبان بمبادرات عدة لدفع التعاون
الثنائي بينهما الى مستويات عليا.
وأوضح أن المنتدى العربي الهندي
الذي ينظمه اتحاد غرف التجارة والصناعة الهندي هو
أحد هذه المبادرات التي قامت بها الحكومة الهندية
وجامعة الدول العربية مضيفا ان الطرفين توصلا في
مايو 2007 الى وضع اللمسات الأخيرة على مذكرة
التعاون الثنائي وخطة العمل للمنتدى الهندي العربي
مشيرا الى أن هذا الاتفاق سيبدأ مرحلة جديدة من
العلاقات الثنائية.
وبين أن المنتدى سيهيئ المظلة التي
ستعزز العلاقات الثنائية على المستويين الحكومي
والخاص اذ سيشمل التعاون القطاعات السياسية
والاقتصادية والاجتماعية والثقافية كما سيتم تنظيم
سلسلة من الأنشطة والفعاليات من بينها مهرجان هندي
عربي كبير سينظمه اتحاد غرف الصناعة والتجارة
الهندي في نيودلهي في نوفمبر القادم برعاية وزارة
الخارجية الهندية.
ووصف الوحيشي الملتقى بأنه "مبادرة
مهمة لتوسيع العلاقات الهندية العربية" بما يعود
بالنفع على الجانبين وهو "خطوة جيدة" في عام 2008
الذي يعد عاما ذهبيا للمنتدى.
يذكر أن المنتدى الاقتصادي العربي الهندي ينظم
الملتقى العربي الهندي للمشاريع الاستثمارية
ويعتبر أحدى المبادرات الخاصة التي نفذها اتحاد
غرف الصناعة والتجارة الهندي لإقامة روابط
اقتصادية بين الهند والعالم العربي.
ويناقش الملتقى الذي تشارك فيه 17
دولة عربية مشاريع استثمارية عدة تبلغ قيمتها نحو
150 مليار دولار أمريكي مقدمة الى الهند من جهات
استثمارية متعددة في مجالات البنى التحتية
والعقارات والنقل والصحة والتعليم وتقنيات
المعلومات وغيرها.
يذكر أن التعاون العربي - الهندي، انعكس نمواً في
التبادل التجاري بين 2006 و2007، ليصل إلى 65
بليون دولار، ولا تزال هناك إمكانات كبيرة لزيادته.
ويمثل حجم المبادلات التجارية بين الهند والدول
الخليجية 19 في المئة من إجمالي المبادلات بين
الهند والعالم، وهناك سعي كبير لإيصاله إلى 25 في
المئة في السنوات المقبلة.
|
|
|