.... همزة وصل بين الهند والعالم العربي  

اخبــار الهنــــد

   

 رئيس التحرير : محمد حسين أحمد
   

آخر تحديث: الثلاثاء، 5 يناير 2010م

الصفحة الاولى من نحن الاتصال بنا اعلن معنا المواقع المفيدة الصور
 

 

 

الثقافة والمجتمع

حفلات الزفاف في الهند مناسبة تدعو للبهجة واستعراض الثراء

براكريتي غوبتا

نيودلهي:

عريس يرتدي الملابس التقليدية و يغطي وجهه بعقود من الزهور خلال مراسم الزواج بعد فترة هدوء على صعيد حفلات الزفاف العام الماضي جراء حالة الركود الاقتصادي، استعاد موسم حفلات الزفاف الهندي كامل بريقه هذا العام، وباتت السعادة تشع خلال الموسم الراهن بمآدبه العامرة وقصصه المثيرة. اشتهرت حفلات الزفاف الهندية دوما بطبيعتها القائمة على التجهيزات الدقيقة والشعائر والطقوس. ونظرا لأن جميع الطوائف الدينية الهندية تعتبر الزواج أحد الطقوس الاجتماعية والدينية، تحظى احتفالات الزفاف بأهمية مضاعفة في الإطار الهندي. وبعيدا عن ذلك، تنظر الأسر الهندية إلى احتفالات الزفاف باعتبارها مناسبة تدعو للبهجة واستعراض الثراء. ومن هنا تحديدا تنبع الفخامة الشديدة والميل للتباهي في حفلات الزفاف الهندية والتي لفتت الأنظار بمختلف أرجاء العالم.

من أشهر حفلات الزفاف الهندية حفل زفاف ابنة قطب صناعة الصلب الهندية، لاكشمي ميتال، الذي احتل المرتبة الأولى في قائمة أغلى حفلات الزفاف بقائمة مجلة «فوربس» لـ«حفلات زفاف المليارديرات». أقيم الحفل داخل قصر فرساي الشهير، الذي أقامه وعاش فيه الملك لويس الرابع عشر، الذي عرف بلقب «الملك الشمس»، في القرن الـ17. وضم الحفل 1100 ضيف رفيعي المستوى من مختلف أرجاء المعمورة تولى فندق باريسي فخم الترفيه عنهم وخدمتهم طيلة خمسة أيام هي مدة الاحتفال. وبلغت التكلفة الإجمالية للحفل 60 مليون دولار. وأثار حفل زفاف فيكران تشاتوال، رجل الأعمال الهندي - الأميركي، الذي يعتنق الديانة السيخية، اهتمام قناة «ديسكفري» الوثائقية، التي أنتجت فيلما عنه بعنوان «زفاف هندي رائع». يذكر أن الحفل أقيم في دلهي عام 2007. حضر الحفل عدد من كبار الشخصيات على الساحة العالمية، بينها أفراد أسرة الرئيس الأميركي السابق، بيل كلينتون، ورئيس الوزراء الهندي الحالي، مانموهان سنغ، وعارضة الأزياء الشهيرة، ناعومي كامبل. واتسم الحفل ببذخ شديد في مختلف جوانبه، بدءا من مقاعد الضيوف وحتى ألوان الترفيه المقدمة إليهم.

وبالمثل، تميز حفل زفاف آرون نايار وإليزابيث هيرلي عام 2007 بفخامة بالغة. واستمرت الاحتفالات بالزفاف طيلة ثمانية أيام عبر قارتين - أوروبا وآسيا. وامتدت الاحتفالات بالزواج ما بين قلعة «سوديلي» في غلوسسترشاير ببريطانيا حتى قصر «أوميد بهاوان» في جودهبور في الهند. وبلغت تكلفة إقامة العروسين في جناح بالفندق 10.000 دولار في الليلة. وقد عمدت جحافل جديدة من مصممي الرقصات ومخططي حفلات الزفاف ومصممي بطاقات الدعوة لهذه الحفلات ومصممي الديكورات الداخلية لقاعات الأعراس وخبراء الإضاءة وتنسيق الزهور والطهاة المتخصصين في مآدب الأعراس إلى استغلال حفلات الزفاف الهندية.

واليوم، تشكل الأعراس صناعة تقدر قيمتها بـ15 مليار دولار سنويا، وتنمو بمعدل يتراوح بين 25% و30% سنويا. وعمل التنوع من عام لآخر بمثابة عنصر حيوي في هذه الصناعة، مما خلق منافذ أمام عدة صناعات أخرى للمشاركة في الاستفادة من كعكة الأموال الضخمة التي توفرها الأعراس الهندية. وكان من شأن حفلات الزفاف شديدة البذخ سالفة الذكر تعزيز ميل أبناء الطبقة فوق المتوسطة لإقامة حفلات زفاف على طرز تحمل عبق التاريخ والتراث الهنديين. في دلهي، تعكف مصممة الأفراح فاندانا موهان على استغلال صورة قلعة تشيتوغاره في حفل زفاف قادم تتولى تصميمه. ولا تعد موهان المصممة الوحيدة للأعراس التي تحاول التواصل مع التاريخ خلال هذا العام، ذلك أنه مع إبداء العرسان والعرائس الهنود ميلا لحفلات الزفاف على النسق المعتاد في التراث الهندي هذا الموسم، اضطر مصممو الأعراس والمستشارون المعنيون بحفلات الزفاف إلى خلق ديكورات لقصور ومعابد وقلاع وما إلى غير ذلك. على سبيل المثال، تولت غورلين بوري مهمة تصميم إطار عام لمعبد هندي داخل أحد فنادق الخمس نجوم في دلهي. لكن بوري وأقرانها من المصممين لا يتذمرون من هذه المهام، خاصة بالنظر إلى النمو الكبير الذي تحققه صناعة الأعراس سنويا. إضافة إلى ذلك، فإن متوسط ما يدفعه العملاء لمصمم الأعراس يبدأ من نحو 1.2 مليون روبية وقد يتجاوز حاجز 5 ملايين روبية بالنسبة للأعراس رفيعة المستوى. وهذا العام شرع مصممو الأعراس على نحو متزايد في الاعتماد على عمالة خارجية، مما أسهم في خلق شركات جديدة أو توفير مزيد من المنافع إلى الكثير من القطاعات أو مجموعات الأفراد المساعدة.

فعلى سبيل المثال تعكف مصممة الأعراس، سواتي سود، على إعادة تصميم منزل ضخم قديم في جودهبور من أجل حفل زفاف قادم، الأمر الذي وصفته بالتحدي الكبير. وأشارت إلى أن صيحة جديدة ظهرت بمجال الإكسسوارات هذا العام تتمثل في الاعتماد على النباتات الحقيقية، خاصة غير المزهرة منها، ووضع الأنوار في قناديل على أغصان الشجار بهدف خلق ظلال رقيقة أو تعليق أجراس على الأشجار بحيث تطلق ألحانا موسيقية. من جهتها، لخصت مصممة الأعراس نيتا راهيجا الأمر بقولها: «كل شيء بات أكثر تخصصا. وأصبحت جميع الخدمات المتعلقة بحفلات الزفاف تدور حول التفاصيل، مع توافر خبراء من شتى المناحي». الملاحظ أن مصممي الأعراس أمثال راهيجا لم يعودوا شخصيات مغمورة، ولم يعد نشاطهم مقتصرا على طبقة الأثرياء، ذلك أن عشق الهنود للأعراس ضمن لهذه الفئة طلبا كبيرا حاليا. أوضحت راهيجا أنه «عندما بدأت العمل عام 1993، لم يكن بهذا المجال غيري، لكن اليوم يضم السوق الكثيرين. في وقت سابق، كان بالغو الثراء فقط هم من يستعينون بمصمم أعراس. أما الآن، يقدم أفراد الشريحة العليا من الطبقة الوسطى للاستعانة بمصممين لتجنب وقوع فوضى في أعراسهم». يذكر أن الأجر الذي تتقاضاه راهيجا عن تصميم حفل الزفاف الواحد يبلغ 250000 روبية. من ناحية أخرى، يسعى بائعو الزهور لإيجاد سبل لاستغلال سوق الأعراس فيما وراء مجرد استيراد الزهور من هولندا وتايلاند والصين أو دمج أزهار غريبة قادمة من بلاد بعيدة مثل أزهار السحلبية (أوركيد) التي تتراوح تكلفة الواحدة منها بين 90 روبية و150 روبية في حفلات الزفاف. علاوة على ذلك، عمد الكثير من مصممي الأزياء الهنود أمثال روهيت بال وتراون تالهاني وجيه. جيه. فالايا إلى توسيع نطاق نشاطهم ليشمل تصميم ملابس لحفلات الزفاف التي تدور حول فكرة أو حقبة زمنية معينة. الملاحظ أن حفلات الزفاف الضخمة، خاصة تلك التي تدور حول فكرة أو حقبة تاريخية معينة، منحت دفعة كبيرة لجيل كامل من مصممي بطاقات الدعوة للأعراس والذين بات يتعين عليهم تصميم بطاقات تتناسب مع الطراز العام للحفل. من جهتهم، أشار مستشارو حفلات الزفاف إلى أن مصممي بطاقات الدعوة للأعراس، مثل رافيش كابور الذي صمم بطاقة دعوة حفل زفاف شيلبا شيتي، لم تتسلط عليهم الأضواء إلا منذ عامين فقط. ورغم عدم الإعلان عن هذه الأرقام رسميا، فإن تقديرات تشير إلى أن تكلفة بطاقة الدعوة لحفل زفاف الممثلة الهندية تجاوز 500 روبية. المثير أن الاهتمام بالتراث والتقاليد يبدو مقتصرا على الاحتفال الفعلي بالزفاف، أما الفترتان السابقة والتالية للزفاف، بما في ذلك الأغاني والرقصات واحتفال ليلة الحنة وحفل الاستقبال، فجميعها تتبع أحدث الصيحات. وأوضحت بوري أن «الشباب لا يرغبون في أي شيء خافت في هذه الحفلات. بل على العكس، يرغبون في كثير من الاستعراض والمباهاة. وعليه، يميل مصممو الأعراس إلى استخدام الكثير من الذهب والفضة والكريستال في جميع التجهيزات». إضافة إلى ذلك، تستوحي ملابس الأعراس التي جرى تصميمها هذا العام إلهامها على ما يبدو من تصميمات رموز عالمية بمجال الموضة مثل روبرتو كافالي وجوديث ليبر. وقد عمد بعض الأفراد كذلك إلى تجريب ألوان بوهيمية وتصاميم مغاربية للأعراس. إلا أن خبراء الديكور أشاروا إلى أن العملاء غالبا ما يملون عليهم نمط الزخارف التي يرغبونها حتى على أغطية المقاعد. والملاحظ وجود ميل عام إلى المزج بين العناصر التراثية والأخرى المعاصرة في حفلات الأعراس الهندية. في هذا الصدد، أوضحت أنيتا أبراهام، خبيرة حفلات الزفاف، أن «هناك ميلا للالتزام بالتقاليد عند تقديم الهدايا والاحتفال بمناسبات خاصة. أما النسق «الغربي» لإعلان التقدم للزواج والاحتفال فيأتي من الإعلانات. إنه نتاج الأسواق والميول الاستهلاكية، حيث تحثك شركات الألماس، على سبيل المثال، على التعبير عن حبك عبر الألماس».

الواضح أن النزعات الاستهلاكية والميل للمباهاة يشكلان عنصرا مهما من الأعراس في الهند. في هذا الصدد، قال فارون رانا، من شركة «غثباندهان ماتريمونيال» المتخصصة بمجال الأعراس ومقرها دلهي، إنه في إطار «ثقافة الزواج» في دلهي، يتركز اهتمام الناس على «المكانة». وتعد الأعراس واحدة من المعايير التي تحدد مكانة الأسر الاجتماعية. يذكر أن رانا تولى إعداد ثمانية أعراس لمسلمين العام الماضي، ونوه بأن أعدادا أكبر من المسلمين باتت تميل حاليا للأعراس على النسق المميز لإقليم البنجاب. على الجانب الآخر، قالت مغهنا ديوان، مصممة حفلات الزفاف وتقيم في دلهي، إن التقاليد أصبحت تمتزج داخل الأعراس الهندية. وعليه، «بات من العسير تحديد أي الأعراس تحمل طابعا طائفيا أو دينيا مميزا». وأردفت موضحة أن الأعراس تحولت إلى وسيلة للتعبير عن الشخصية، حيث يعمد الناس لاستغلالها للتعبير عن ذواتهم. وأعربت عن اعتقادها بأن بوليوود تلعب دورا محوريا في ثقافة الأعراس السائدة الآن. وقالت: «كثيرون يرغبون في الاستعانة بتصميمات أو ديكورات مستوحاة من فيلم ما أو أحد النجوم. أتذكر أنني تلقيت الكثير من الطلبات لتزيين قاعات أعراس على غرار قاعة زواج أبهيشك وأيشواريا». وأعرب سوميت غوتام، مصمم الرقصات الذي عمل في بوليوود ويعمل حاليا بمجال الأعراس في دلهي، بأنه «من دون أغان ورقصات بوليوود، كانت الأعراس ستخول من أي حياة».

الملاحظ أيضا أن الهدايا التي يقدمها العروسان مقابل الهدايا التي تلقاها من الضيوف، أحد التقاليد الشائعة في الهند، أصبحت أكبر وأفضل وأغلى. في هذا الصدد، أشار فيشال تشاولا، مدير متاجر «رافيسانت»، إلى أن «التوجه الخاص بتقديم هدايا مقابل الأخرى التي تم الحصول عليها بين الأثرياء شهد دفعة واضحة بالنسبة لمنتجات مثل أطر الصور والكتب المقدسة المزودة بنقوش وزخارف معدنية». واعترف تشاولا بأن أعراس العام الماضي كانت عادية بسبب حالة الركود الاقتصادي والهجمات الإرهابية. وأردف قائلا: «إلا أننا نشهد هذا العام زيادة في الميزانيات المخصصة لحفلات الزفاف، مع تزايد مستوى الحماس لها وإبداء الأفراد استعدادا أكبر لمزيد من الإنفاق». وأبدى براشانت ساراواغي، من شركة «إبيسود»، وجهة نظر مشابهة، حيث أوضح أن «هذا العام، تلقينا الكثير من طلبات شراء هدايا لحفلات زفاف، قطعا أكثر بكثير عن العام الماضي. أما أكثر طلب فريد من نوعه تلقيناه هذا العام فكان لمقعد تقليدي (باجوت) مصنوع من الأصداف». يذكر أن أسعار بعض الهدايا مرتفعة للغاية، حيث شرح مالتيش باتيل، مدير شركة «تريسوري»، أن «أسعار بعض هذه الهدايا يتراوح بين 6.000 روبية و25.000 روبية وأكثر، وتتنوع الأعداد المطلوبة ما بين 24 قطعة وألف قطعة في بعض الأحيان. أعاين بالتأكيد تناميا في أعداد الأفراد الذين يقدمون هدايا باهظة بمعدل يقدر بـ15% على الأقل مقارنة بالعام الماضي». وبالنسبة لغير الراغبين في تنظيم حفل زفافهم داخل مدينتهم، بمقدورهم اختيار المكان الذي يروق لهم. وعادة ما يقع الاختيار على راجستان وغوا. ولا يزال أديتيا موتوين، من «بيرسيبت دمارك ويدنغ ديفيجن»، يتذكر بعض الطلبات المثيرة التي تلقاها، مثل تصميم ديكورات لغابات أو فينيسيا، بل ومشاهد من أعماق البحار. وقال: «نظمنا حفل زفاف من قبل أنفقت خلاله الأسرة المعنية 7.000 روبية للفرد في حفل الاستقبال. ضم الحفل 1.500 ضيف. وكان به فتاة تطير في بالون فوق رؤوس الضيوف وتنثر الورود عليهم. وقد تصل تكلفة ذلك إلى مليون ونصف روبية». الملاحظ أن الأعراس التي تقام في مناطق أخرى بخلاف تلك التي يقطنها العريس والعروس شكلت نطاق نشاط جديدا أمام شركات السياحة. في الواقع، تتطلع أعداد متزايدة من شركات السياحة نحو التعاون مع مصممي حفلات الزفاف والمخططين لها من أجل الاستفادة من مثل هذه الأعراس. في هذا الإطار، صرح متحدث رسمي باسم شركة «توماس كوك»، بأنه «نتولى بالفعل الإشراف على جزء كبير من نشاطات التنقل ومنشآت الإقامة، ونشعر بأن لدينا القدرة على توسيع نطاق عملنا بحيث يشمل الإشراف على ترتيبات الزفاف برمتها. ومن شأن الارتباط بجهة تعنى بالتخطيط للأعراس منحنا ميزة تنافسية على هذا الصعيد». ولا ينتهي الأمر عند هذا الحد، حيث تبقى مجموعة من الخدمات يجري تقديمها للعروسين بعد الزفاف، حيث بدأ ينتشر في الهند تقليد تسجيل العروسين لأنماط الهدايا التي يفضلون الحصول عليها من الضيوف، وهو تقليد سائد في دول أجنبية، ما يشكل مصدر نشاط تجاري للكثير من الشركات والمتاجر.

نقلا عن "الشرق الاوسط"

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الهند

نبذة عن الهند

الولايات الهندية

الثقافة  والمجتمع

الهند والعالم العربي

الهند في الاعلام العربي

قضايا ذات اهتمام مشترك

علاقات عربية هندية

الاخبار

سياسة وصحف

منوعات

الاقتصاد والتجارة

اخبار اقتصادية
استثمارات هندية
استثمارات أجنبية
شركات هندية

العلوم والتكنولوجيا

تكنولوجيا
قضايا التعليم

الطب والعلاج

الطب و الصحة
مستشفيات الهند

السياحة

وجهات سياحية
خدمات سياحية

الدليل التجاري

صادرات هندية

اعلانات مبوبة

 


 
جميع الحقوق محفوظة - اخبار الهند