.... همزة وصل بين الهند والعالم العربي  

اخبــار الهنــــد

   

 رئيس التحرير : محمد حسين أحمد
   

آخر تحديث:السبت ، 26  سبتمبر 2009م

الصفحة الاولى من نحن الاتصال بنا اعلن معنا المواقع المفيدة الصور
 

 

 

منوعات:

نمور الهند: مخاطر الصيد والتهريب


نمر في محمية النمور في "ساريسكا"اذكرْ النمورَ أمام سكان بلدة "إيندوك"، وستلاحظ تغيراً فورياً في تعابير وجوههم التي تعبس وتتجهم. فأهالي هذه البلدة التي تضم نحو 300 عائلة في أطراف محمية النمور في "ساريسكا"، يقولون إنهم خسروا 20 بقرة وجاموساً خلال الأشهر القليلة الماضية و1000 رأس مثلها في ظرف جيل. وبالنسبة لمعظم سكان هذه البلدة البسطاء، فإن ذلك يمثل سبباً كافياً لكره النمور؛ حيث يقول "بودهالال ميا"، وهو مزارع في الأربعينيات: "عندما تهاجم النمور ماشيتنا، لا نتلقى أي تعويض"، مضيفاً: "لكن حين يدخل قطيعنا الغابة، ونحن نعيش هنا منذ قرون، فإنهم لا يتوانون في فرض الغرامات علينا. إننا لا نخالف القانون، بل نحن من يعانون".

والواقع أن لمحمية "ساريسكا" التي تديرها الحكومة مصلحة كبيرة في التقليل من غضب جيران النمور البشر. ففي عام 2005، اكتشفت المحمية أنه لم يعد فيها أي نمر بعد أن ظفر الصيادون بآخر حيوان فيها. ورغم أن القرويين يقولون إنهم لم يعودوا يخسرون رؤوس الماشية، فإن فضيحة محمية النمور التي لم تعد بها نمور، أثارت سيلا من انتقادات وسائل الإعلام، وتحقيقات البرلمانيين، وتهديدات بخفض التمويل.

ورغم أن البيروقراطيين حمّلوا الصيادين مسؤولية موت الحيوانات، فإن "مكتب التحقيقات الفيدرالي" الهندي، ومعه لجنة خاصة، يَعتبِران أن المشكلة تكمن في سوء الإدارة وانعدام الكفاءة، أي الفساد الذي منح اللصوص حرية مطلقة. وفي هذا السياق، يقول "سونايان شارما"، النائب الجديد لمحافظ الغابات في المحمية، والذي استدعي لتجديد ومراجعة العملية، إن "السبب الرئيسي هو فشل الإدارة". ويشير المنتقدون والمراقبون بشكل خاص إلى تراجع الدوريات وشبكات الاستخبارات المحلية، وتفكير المسؤولين في وظائفهم أكثر من تفكيرهم في مهامهم.

واليوم، يمكن القول إن ساريسكا، وهي محمية سابقة في جبال أرافالي، تتميز بمنحدرات حادة وأودية ضيقة، يمكن أن تصنع تاريخا من شكل مختلف؛ حيث أطلقت وزارة البيئة والغابات الهندية 3 نمور في موطنها الطبيعي، والذي يمتد على مساحة 334 ميلا مربعاً، على أن يتم إطلاق اثنين آخرين في غضون أسابيع، وهي من المرات النادرة التي يعاد فيها إطلاق النمور البنغالية في موطنها المحطم.

وبالنظر إلى أن الهند تعد موطنا لحوالي 1300 نمر بري، أي ما يناهز نصف مجموع النمور البرية في العالم، فإن الرهان كبير. بيد أن ثمة شيئاً واحداً يقوي أمل خبراء الحياة البرية، ويكمن في حقيقة أن النمور تتزاوج بسهولة إن هي مُنحت الظروف المواتية. كما أن صغارها كبيرة الحجم نسبياً. ويأمل المسؤولون أن يصل عدد نمور المحمية إلى 30 في غضون ثلاث سنوات.

وقد خلقت فضيحة ساريسكا الإرادة السياسية لتغيير وإصلاح الأسلوب الذي تدار به المحمية، حيث استُبدل البيروقراطيون بالخبراء، وتمت مضاعفة الميزانية المخصصة للنمور بأربع مرات، وتم وأد مشروع استغلال منجم في المنطقة، وزيادة الدوريات. وعلاوة على ذلك، تمت مراجعة برنامج يقضي بنقل 11 قرية تقع وسط المحمية إلى خارجها؛ حيث عُرضت على السكان تعويضات مالية، أقنعت عائلة واحدة فقط بالرحيل في ظرف 35 عاماً. واليوم، تُعرض عليهم تعويضات أخرى أعلى من ذلك. وقد انتقل 10 في المئة من العائلات الـ800 إلى أماكن أخرى، ووقّع مثلهم عقوداً أولية؛ حيث يأمل المسؤولون أن تصبح المنطقة خالية من البشر بحلول عام 2012. غير أنه لا أحد يعلم على نحو أكيد ما إن كانت هذه التدابير ستكون كافية لإبطاء أو قلب تقلص أعداد النمور.

فقبل نحو مئة عام، كان لدى الهند نحو 100 ألف نمر، وكان أمراء الهند والبريطانيون يقتلون العشرات منها في رحلة صيد واحدة. وكان أمير "سورجوجا" مثلا قد سجل رقماً قياسياً بلغ 1100 عملية صيد خلال حياته، معظمها من على ظهور الفيلة.

ويقول خبراء الحياة البرية إنهم يحرزون تقدماً ضد صيادي النمور. فالصياد المشهور "سانسار تشاند"، 51 عاماً، والذي يُحمل مع أفراد عائلته مسؤولية القضاء على آخر 22 نمراً، يقضي عقوبة بالسجن لخمس سنوات. ويقال إن "تشاند" وعصابته صادقوا القرويين الذين يسكنون في أطراف محمية ساريسكا، لكي يخبروهم بالأوقات التي تهاجم فيها النمور ماشيتهم، وأنهم قدموا لهم معلومات مهمة حول مكانها. ويقال إن عصابة "تشاند" عملت مع المهربين في النيبال والتبت، والذين استعملوا البغال والثيران لنقل بضاعتهم المهربة عبر الجبال إلى الصين.

ويذكر أن "تشاند" الذي يقدم نفسه في أحيان كثيرة على أنه بائع متجول، حيث يهرب جلد الحيوان وعظامه وسط الأغطية والملايات، اعتُقل لأول مرة عام 1974 في سن السادسة عشرة وضُبط بحوزته جلد نمر وفهد ومئات من أعضاء الحيوانات. وبعد عقوبة السجن التي قضاها، غاب عن أنظار الشرطة معظم العقود الثلاثة التالية. وفي الشهر الماضي، تم اعتقال شقيقه الذي يقال إنه استلم المشعل منه لمواصلة تجارة العائلة في 2006. وفي تعليقه على هذا الموضوع يقول "بي. آر. سينها"، مدير معهد الحياة البرية الهندي التابع للحكومة: "هذه تطورات جيدة جداً... غير أنه حين يظهر مهربون جدد، علينا أن نواجههم أيضاً بنفس الحزم".


نقلا عن جريدة "الاتحاد" الاماراتية
 


 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الهند

نبذة عن الهند

الولايات الهندية

الثقافة  والمجتمع

الهند والعالم العربي

الهند في الاعلام العربي

قضايا ذات اهتمام مشترك

علاقات عربية هندية

الاخبار

سياسة وصحف

منوعات

الاقتصاد والتجارة

اخبار اقتصادية
استثمارات هندية
استثمارات أجنبية
شركات هندية

العلوم والتكنولوجيا

تكنولوجيا
قضايا التعليم

الطب والعلاج

الطب و الصحة
مستشفيات الهند

السياحة

وجهات سياحية
خدمات سياحية

الدليل التجاري

صادرات هندية

اعلانات مبوبة

 


 
جميع الحقوق محفوظة - اخبار الهند