.... همزة وصل بين الهند والعالم العربي  

اخبــار الهنــــد

   

 رئيس التحرير : محمد حسين أحمد
   

آخر تحديث: الاحد  ، 31  مايو  2009م

الصفحة الاولى من نحن الاتصال بنا اعلن معنا المواقع المفيدة الصور
 

 

 

 

 

سياسة:


الانتخابـــات كانت رمــزا ملائمــا لمواطــن قـــوة الهــند الفريــدة التــي تحددهــا قــوة الشعــب وليــس قــوة الدولة

فريد زكريا

يمكن للمرء أن يحدد بالضبط تاريخ بروز الصين كقوة عظمى. كان ذلك في مساء 8 أغسطس عام 2008, خلال الاحتفالات الافتتاحية لأولمبياد بكين. كان هذا الحدث يرمز بشكل تام إلى بروز الصين، وكان عرضا رائعا ومكلفا يعتمد على قدرة تنظيمية هائلة، من إخراج حكومة البلد الشديدة الكفاءة. قد ننظر إلى الوراء بعد بضع سنوات ونحدد تاريخ حفل بروز الهند على أنه كان في 18 مايو عام 2009، وهو اليوم الذي أعلنت فيه نتائج الانتخابات التي أجريت أخيرا في البلد. هذه الانتخابات كانت أيضا رمزا ملائما, في هذه الحالة لمواطن قوة الهند الفريدة، التي تحددها قوة الشعب وليس قوة الدولة، بكل ما ينطوي عليه ذلك من فوضى. مع تصويت 420 مليون شخص، كانت الانتخابات الأخيرة أكبر ممارسة ديموقراطية في التاريخ.

لكن الأهمية العالمية للانتخابات ــ والسبب الذي قد يجعلها تعني بداية عصر جديد للهند على الساحة العالمية ــ لا تكمن في حصول الانتخابات بحد ذاتها بل في نتائجها. خلال العقدين الماضيين، شهدت الهند انقسامات داخلية حادة كان لها تأثيرات عميقة: انقسامات طبقية وعرقية ودينية. وهذا صعب على الحكومة في نيودلهي حشد القوة الوطنية لتحقيق أي غاية مجدية في الشؤون الدولية. كما أن النظام السياسي اللامركزي والمنقسم كان له وزن أقل بكثير من وزنه الحقيقي على الصعيد الدولي. هذا أمر سيئ بالنسبة إلى الهند والعالم أيضا. لكن كل ذلك قد يتغير الآن. للمرة الأولى منذ ثلاثة عقود، أعطي حزب واحد وهو المؤتمر الوطني الهندي تفويضا واضحا وشاملا.

الناخبون الهنود هم من بين الأفقر والأقل تعلما في العالم، ومع ذلك صوتوا بذكاء مدهش. لقد كوفئ حزب المؤتمر الوطني الحاكم على النمو الاقتصادي الذي شهدته البلاد. وخلافا لآمال الكثير من النقاد اليساريين في الهند، فإن الناس يؤيدون الانتقال نحو اقتصاد أكثر انفتاحا (وبالتالي أكثر إنتاجية). ويتجلى ذلك في عدم فوز حزب المؤتمر الوطني في كل المناطق. فالحكومات الإقليمية التي سعت أيضا إلى تعزيز النمو (في أوريسا وبيهار) كوفئت بدورها. والأحزاب التي منيت بخسارة فادحة كانت تلك التي ركزت على استغلال الخوف والحقد والهوية, مثل حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي، ومجموعات أصغر تركز على الطبقية.

في السنوات الأخيرة، بدا أن الديموقراطية في العالم وقعت ضحية لشرين. أولا، بدا أن السياسة الشعبوية تتفوق على الإصلاحات الاقتصادية. وثانيا، في زمن الإرهاب، أصبح الخوف وسيلة سهلة للحصول على التأييد السياسي. (هذه المشاكل أثرت في الديموقراطية في بلدان غنية مثل أمريكا بقدر ما أثرت في بلدان فقيرة). غير أن النتائج الهندية تناقض كلا المفهومين. فحزب المؤتمر الوطني ركز على الإصلاح الاقتصادي وتمتع بمسؤولية عالية في مسائل الإرهاب والتسامح. وقد اختار ضبط النفس بعد الهجمات الإرهابية الأخيرة على مومباي، وتهجمت عليه المعارضة باعتباره ضعيفا. لكن الناخبين لم يقتنعوا.

هذا الفوز هو تفويض ليس لحزب المؤتمر الوطني فقط بل للثلاثي المدهش داخله أيضا، المؤلف من رئيس الوزراء مانموهان سينغ، وزعيمة الحزب سونيا غاندي، وابنها راهول غاندي، البالغ 38 عاما. لقد أمضى هذا الأخير السنوات القليلة السابقة يحقق ما بدا مستحيلا, إعادة إحياء القواعد الشعبية لحزب المؤتمر الوطني، الذي كان قد أصبح على مر السنوات الأخيرة ساحة للتملق والفساد أكثر منه منظمة سياسية. فقد قام بسلسلة من الرهانات الاستراتيجية الكبيرة خلال الحملة, لتقديم مرشحين شبان وعدم التحالف مع الأحزاب الطبقية. وكانت كل من هذه الرهانات رابحة.

لطالما شكك الإعلام، خصوصا في الهند، في قدرات سونيا وراهول غاندي السياسية. ومع ذلك، قادا الحزب خلال فوزين انتخابيين في غضون ست سنوات، وهما يعيدان إحياء حزب مترهل، وقد حققا كل ذلك وحافظا في الوقت نفسه على التزامهما بالعلمانية والإصلاح الاقتصادي والحكومة الصالحة. (سينغ هو الرجل الأكثر نزاهة في السياسة الهندية منذ ثلاثة عقود على الأقل). لم تشغل الوالدة أو الابن منصبا حكوميا حتى الآن، وبينما يمكن وصف ذلك بأنه تخطيط ذكي أو بأنه تحين للفرصة الملائمة، فكم شخصا كانوا سيظهرون هذا الانضباط لو عرض عليهم منصب رئيس وزراء ثاني أكبر بلد في العالم؟

التحدي الأكبر للعالم في القرن الـ21 يكمن في إيجاد طريقة لإدخال الهند والصين والبرازيل إلى النظام الدولي. وغالبا ما تعتبر هذه المهمة من مسؤولية الغرب. لكن الأمر المهم بالقدر نفسه هو أنه يجب على القوى النامية أن تلعب أدوارها الدولية وتتصرف بشكل مسؤول على الساحة العالمية. هذا يعني اعتماد وجهات نظر عالمية وليس وطنية ضيقة في مسائل مثل الإرهاب والطاقة والبيئة والتجارة والأمراض ومنع انتشار الأسلحة النووية. هذه الانتخابات فوضت الحكومة الهندية الأكثر ترجيحا ـ مقارنة بكل الخيارات الأخرى ـ لاعتماد مقاربة مسؤولة في دورها العالمي. وبالرغم من القيود السياسية الشديدة، تمكن رئيس الوزراء سينغ من إعادة توجيه سياسة البلد الخارجية. بفضل هذا التفويض الوطني، يمكنه أن يتصرف بشكل أكثر شمولية وأكثر جرأة على كل الأصعدة.

لقد قال وينستون تشرتشل: "الهند تعبير جغرافي. فهي ليست أمة موحدة، تماما مثل خط الاستواء". كان تاريخ إنجازات تشرتشل سيئا جدا فيما يتعلق بالهند. فحينما كان رئيسا للوزراء، رفض منح المستعمرة استقلالها قائلا: "لم أصبح رئيس وزراء الملك كي أترأس عملية تصفية الإمبراطورية البريطانية". بعد خمس سنوات، نالت الهند استقلالها. الآن، وبعد أكثر من 60 عاما، تغلبت الهند من جديد بذكائها على السير وينستون تشرتشل.

(القى زكريا  ، الصحافي الامريكي الشهير الهندي الاصل ، خطاب حفل التخرج في جامعة براون نهاية الأسبوع الماضي)
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الهند

نبذة عن الهند

الولايات الهندية

الثقافة  والمجتمع

الهند والعالم العربي

الهند في الاعلام العربي

قضايا ذات اهتمام مشترك

علاقات عربية هندية

الاخبار

سياسة وصحف

منوعات

الاقتصاد والتجارة

اخبار اقتصادية
استثمارات هندية
استثمارات أجنبية
شركات هندية

العلوم والتكنولوجيا

تكنولوجيا
قضايا التعليم

الطب والعلاج

الطب و الصحة
مستشفيات الهند

السياحة

وجهات سياحية
خدمات سياحية

الدليل التجاري

صادرات هندية

اعلانات مبوبة

 


 
جميع الحقوق محفوظة - اخبار الهند