يوم الاحد  ــ الموافق 29 مارس 2009م

أخــــــبار الهــــــــند

نسعى لتعزيز العلاقات التجارية بين الهند والعالم العربي

   رئيس التحرير : محمد حسين احمد 

 
 
 
English Translation   ترجمة اتصلوا بنا مجلة صادرات  الهند الصفحة الأولى
 

 

مقتطفات من الصحف الهندية:

الهند تؤكّد معطيات إستنهاضها كعملاق آسيوي ...
لأنّها واجهت بشجاعة تحدّي العولمة وخاضت غمار المنافسة

بقلم ماجد الشيخ

عديدة هي المهام التي يفرضها النّهوض الحضاري لدولة من الدول، بدءا من لحظة تحررها الوطني وصولا إلى استنهاض طاقاتها الإبداعيّة الكامنة ثقافيا وإقتصاديا، إلاّ أنّ لنهوض العملاق الهندي في المنطقة الآسيويّة سمات خاصّة لا شك، لا سيّما وهي تأخذ طابعا قوميّا خاصّا من جهة، ودورا إقليميّا هامّا من جهة أخرى. لهذا لم تشهد الهند وقائع ومعطيات استنهاضها كعملاق في منطقة تعملق العديد من بلدانها على الصّعيد الإقتصادي؛ إلاّ حين كسرت طوق عزلة خانقة، كانت نتاج ذهنيّة إنطوائيّة إفتقرت إلى حسّ المنافسة.

وإذ واجهت الهند بشجاعة تحدّي العولمة، فإنّما حدث ذلك بالتّزامن مع ثورة تقنيّة إستندت إلى التّطوّر السّريع والإنتشار العالمي للحواسب، ومع وجود عدد كبير من القوّة العاملة المؤهّلة، واستطاعت أن تصبح معلما بارزا في تصميم برمجيّات الحاسب، وتقديم الخدمات المرتبطة بتقانة المعلومات عالميّا، وبالتالي حجزت لنفسها مكانا متقدّما في اقتصاد المعرفة في القرن الجديد.

بين طاغور وغاندي

صحيح أنّ الهند دولة نوويّة، لكنها لا تباهي بهذا قدر مباهاتها بما أضحت تمتلكه من تقنيّات حداثيّة عصريّة، باتت تنافس فيها العديد من دول أحدث. وامتلاكها تقنيّة الصّعود إلى الفضاء؛ وآخرها إرسال مسبارها ، يؤكّد قوّة الحجة لديها وهي تمضي في تجسيد استقلالها وتملّك كامل أسباب تقدّمها. وما كان ممكنا لدولة كهذه استطاعت أن تفتح أمامها آفاق ارتياد الفضاء، إلاّ أن تستند إلى تنمية معارفها التكنولوجية والإهتمام بثروتها البشريّة الماهرة علميا وتعليميّا، ما ساهم في تحوّل الدّولة الهنديّة إلى دولة إقليميّة، قبل أن تمضي في تحوّلاتها لتصبح دولة قوميّة تختزل في جنباتها حضارة ضمت مجموعات عرقيّة ولغويّة متعدّدة، تشترك في خلفيّة ثقافيّة واحدة، إحدى ميزاتها الأهم: الإبداع؛ إبداع علامة مميّزة لحضارة هنديّة تتماهى ودولة ديمقراطيّة كان لها طابع قوميّة المثقّفين، وذلك ناتج التّأثير المتعدّد الجوانب للحكم البريطاني.

وفي هذا السّياق يؤكّد مؤلّف كتاب "الهند نهضة عملاق آسيوي" الأستاذ الفخري في تاريخ جنوب آسيا بجامعة هايدلبرغ في ألمانيا" الصّادر حديثا عن الدار العربيّة للعلوم (ناشرون) ومؤسّسة محمّد بن راشد آل مكتوم، أنّه ما أن حلّت العقود الأخيرة من القرن التاسع عشر، حتّى أصبح الطّموح الإمبريالي البريطاني والقوميّة الهنديّة النّاشئة على طرفي نقيض، رغم أنّ التّضامن القومي على أساس روحي (ديني) مهمّة مستحيلة. إلاّ أنّ ظهور المهاتما غاندي وكونه أصبح أب الأمّة، ورغم تولّيه هذه المهمّة المستحيلة، فإنّه فشل فشلا ذريعا في مسعاه، فلم يتحمّس كلّ الهنود لرفض الإمتثال للقوانين كما دعا غاندي، فقد رفع رابندرانات طاغور – شاعر الهند الحائز على جائزة نوبل – صوته ضدّ هذه الحملة. حتّى قبل ذلك، كان قد حذّر من مخاطر القوميّة المعاصرة. فخلال الحرب جال طاغور على اليابان والولايات المتّحدة الأميركيّة، وركّز في محاضراته على القيمة الإنسانيّة العالمية مقابل المحدوديّة القوميّة، وتعرّض للإنتقاد لإتّخاذه ذلك الموقف. لم يمثّل رفض الإمتثال للقوانين الّذي نادى به غاندي بالنّسبة لطاغور أفقا ضيّقا وحسب، وإنّما موقفا سلبيا أيضا. كان طاغور وغاندي صديقين، وكان غاندي يأخذ إنتقاده على محمل الجد، وردّ على طاغور قائلا: إنّه هو الآخر يؤمن بالقيم العالميّة، لكن ينبغي عليه وقبل كلّ شئ أن يخدم أمّته. وبرأيه لم تكن الهند الخاضعة للحكم الإستعماري تستطيع بعث رسالة أمل إلى العالم كما أراد طاغور.

ريادة حركة عدم الإنحياز

في الجولة التّالية من صراع حركة التّحرّر الهندية مع الإستعمار البريطاني، والتي تمثّلت بأهمّية الفوز بأصوات القرويين من أجل الدّيمقراطيّة، في هذه المرحلة وفي رؤيته لظهور تحالفات قوميّة، يشير مؤلّف الكتاب "ديتمر روذرموند"، أنّ المؤتمر القومي الهندي لم يكن حزبا سياسيّا، بل منتدى قوميّا يمثّل القوى السّياسيّة كلّها، عكس تنظيمه الدّاخلي تطوّر حركة التّحرّر الهنديّة، وقد كان في سنواته الأولى فضفاضا وبدائيّا. وعندما تولّى المهاتما غاندي قيادة المؤتمر القومي عام 1920، أصلح دستوره، وأضاف لجنة عمل صغيرة يمكنها الإجتماع خلال فترة وجيزة لإدارة حملات تستهدف الرّأي العام بفاعليّة. إلاّ أنّ حزبا إقليميا (أحد أقاليم الهند) استطاع الوصول إلى السلطة في إحدى ولايات الهند الإتّحاديّة هو الحزب الشيوعي الهندي، الّذي فاز بانتخابات كيرالا عام 1957، وهو الحزب الّذي كان يعدّ نفسه حزبا قوميّا، ويودّ الوصول إلى السّلطة في الهند، وليس في ولاية صغيرة فحسب.

أمّا في شأن ظهور الأئتلافات القوميّة، فقد كان تشكيل أوّل حكومة أئتلاف قوميّة برئاسة مورارجي ديساي عام 1977، وكان بعض أعضائها منشقّين عن حزب المؤتمر مثل ديساي نفسه. كما كان ظهور الأحزاب الإقليميّة والإئتلافات القوميّة التي استمدّت قوّتها من مثل تلك الأحزاب؛ قد قدّم أساسا جديدا للدّيمقراطيّة الهنديّة.

بعد وفاة نهرو، أظهرت حكومات هنديّة لاحقة مرونة أكبر في تحديد الولايات الإتّحاديّة الجديدة. وبشكل عام، أثبت مفهوم الفيدراليّة كما تراه الحكومة الهنديّة أنّه أداة مرنة لإحكام السّيطرة على الإتّحاد الهندي المترامي الأطراف. لم تعان الوحدة القوميّة في ظلّ نظام إعادة تنظيم الولايات كما كان يخشى نهرو، ولكنّه عمل على تقويتها. لطالما تمّ إخماد المقاومة من الأسفل بمفهوم الإتّحاد من فوق. كان حقل ماليّة الإتّحاد قد أثبت أنّه المنطقة الأكثر صعوبة في العلاقات ما بين المركز والولايات، لأنّه عندما تحكم الولايات أحزاب إقليميّة لا تمثيل لها في الإئتلاف القومي يمكن أن تتحوّل المساومات الماليّة إلى نزاع مرير.

ولأنّها دولة كبيرة ومتنوّعة حضاريّا ولغويّا وثقافيّا، فقد عكست سياسة الهند الخارجيّة بقيادة جواهر لال نهرو أفكار حركة التّحرّر الهنديّة، كانت تلك الحركة تهدف إلى تحقيق ليس حريّة الهند فحسب، وإنّما حرّيّة كلّ البلاد التي ترزح تحت الإحتلال. كانت الهند بالفعل قدوة في عمليّة التّحرّر من الإستعمار، وتصرّفت بصفتها ناطقا في ما أضحى يعرف بالعالم الثّالث.

كان العالمان الآخران قد حدّدا مصالحهما بعد فترة وجيزة من الحرب العالميّة الثّانية، وكانت هناك ستارة حديديّة تفصل بينهما. لم تتعامل الحرب الباردة التي إنبثقت من هذا الإستقطاب مع العالم الثالث بوصفه مستقلاّ، فقد كان الولاء لأحد الطّرفين أو الطّرف الآخر أمرا مسلّما به. على أيّ حال، شدّد نهرو على أنّ الهند لا ترغب بالتضحية باستقلالها المنجز حديثا. وعندما تطوّرت عمليّة التّحرّر من الإستعمار، اتّخذت دول جديدة أخرى هذا الموقف أيضا. وظهر التّضامن الآفرو- آسيوي وعدم الإنحياز في الوقت نفسه تقريبا كقاسمين مشتركين في وجهات النّظر التي تبنّتهما الدّول الجديدة.

إلاّ أنّه بعد إنتهاء الحرب الباردة، بدأت تسود توجّهات جديدة، سعت الهند عبرها لتنويع علاقاتها، رغم تأكيدها المستمر على عدم إنحيازها، وهنا يذكر المؤلّف أنّه كان يمكن لإنحياز الهند نحو القوّة العظمى الوحيدة المتبقّية أن يتطوّر بسرعة أكبر لولا وقوع أحداث مهمّة في تسعينات القرن العشرين، والتّي أدّت إلى إرتداد وتعكّر في العلاقات الهندو – أميركيّة. في مقدمتها ذاك التّوتّر المتزايد في كشمير الّذي أثقل كاهل الهند. وتحدّي نيودلهي لسياسة أميركا النّوويّة أيضا، حيث كان وقت تجديد معاهدة منع الإنتشار النّووي التي لم توقّع عليها الهند أبدا قد حان، وكانت هناك مفاوضات في الوقت نفسه تتعلّق بمعاهدة الحظر الشّامل على إجراء التّجارب، استاءت الهند من كلتا المعاهدتين؛ على أرضيّة أنهما تثبتان موقع القوى النّوويّة وتغلقان الباب أمام ظهور قوى نوويّة جديدة.

دبلوماسيّة حاذقة

في تسعينيات القرن العشرين، حاولت الهند أيضا تكثيف إتّصالاتها مع الإتّحاد الأوروبي، فكانت المشاركة في عمليّة اللقاء الآسيوي – الأوروبي نظرا لأهمّيّتها للهند، رغم إعتراض الأعضاء الآسيويين الّذين لم يكونوا يريدون قبول إنضمام الهند. شاركت الصين اليابان والدّول الأعضاء في اللقاء الآسيوي- الأوروبي، إضافة إلى أعضاء الإتّحاد الأوروبي في القمّة الآسيويّة الأوروبية الأولى في بانكوك سنة 1996. وفي قمم سنويّة لاحقة في عواصم آسيويّة وأوروبيّة مختلفة. وعندما تولّت البرتغال رئاسة الإتّحاد الأوروبي سنة 2000 تولّت عقد قمّة هنديّة – أوروبيّة خاصّة، وتبعتها قمم سنويّة لاحقة في نيودلهي وعاصمة الدّولة التي تتولى رئاسة الإتّحاد الأوروبي، وبدا أنّ تلك المعاملة الخاصّة قد عوّضت الهند عن إقصائها من اللقاء الآسيوي – الأوروبي.

ولم تكتف الدّبلوماسيّة الهنديّة بهذا، بل كانت هناك مهمّة خاصّة أخرى تمثّلت في إعادة بناء العلاقات مع روسيا حليفة الإتّحاد السوفياتي، ففي صيف عام 1991، كان قد حان موعد تجديد معاهدة الصّداقة مع الإتّحاد السوفياتي بعد عشرين عاما من إبرامها. وكانت هناك بعض الإنتقادات لتلك المعاهدة في الهند، والتي كانت انديرا غاندي قد وقّعتها كنوع من الضّمانة فقط في ذلك الوقت لتدخلها في بنغلاديش، والتي فقدت بعد ذلك فائدتها. ولم تكن تتوافق مع عدم انحياز الهند. على أي حال، كان غورباتشوف قائدا للإتّحاد السّوفياتي عام 1991، وكانت الهند ترغب بالتّأكيد في التّوافق معه. لهذا تمّ تجديد المعاهدة قبل اختفاء الإتّحاد السوفياتي بفترة وجيزة. وأقامت الهند لاحقا علاقات جيّدة مع كل دول الإتّحاد السوفياتي السّابق.

أخيرا يخلص مؤلّف كتاب "الهند - نهضة عملاق أسيوي" الى أنّ شراكة الهند مع الولايات المتّحدة الأميركيّة، ذات أهمّيّة مركزيّة حاليّا في سياستها الخارجيّة. وفي السّنوات القادمة، ينبغي دمج هذا التّعاون الثّنائي في اتّفاق آسيوي يشكّل حجر الزّاوية في حفظ السّلام في تلك المنطقة. اللاعبون الأساسيّون في هذه اللعبة، إضافة إلى الهند والولايات المتّحدة الأميركيّة، هم الصّين واليابان وروسيا إلى حدّ ما. وقدر الهند هو أن تلعب دورا بنّاء في هذه الدّبلوماسيّة الجديدة، لأنّ لديها علاقات جيّدة مع الولايات المتّحدة وروسيا وعلى وشك إقامة صلات وثيقة مع اليابان، كما أنّ علاقتها مع الصّين مثقلة بنزاعات قديمة، ولكن العملاقين الأسيويين استطاعا في السّنوات الأخيرة التّوصّل إلى صيغة تعايش. وبصفتهما عضوين في الإتّفاق الآسيوي، ينبغي ألاّ يعدما وسيلة لتفادي أيّ نزاع.



 

 

 

نبذة عن الهند
اقتصاد
تجارة
تقارير ودراسات
استثمارات أجنبية
استثمارات هندية
سوق الأسهم
سياحة
خدمات طبية
تنبؤات الطقس 
 ارشيف
ادبيات الهند
تنبؤات الطقس 

 

 أسعار العملات

حالة الجو

التوقيت الهندي

 

 
 
 

 

        `  
           

  Akhbarulhind (c) أخبار الهند