يوم الاحد  ــ الموافق  16 نوفمبر  2008م

أخــــــبار الهــــــــند

نسعى لتعزيز العلاقات التجارية بين الهند والعالم العربي

   رئيس التحرير : محمد حسين احمد 

 
 
 
English Translation   ترجمة اتصلوا بنا مجلة صادرات  الهند الصفحة الأولى
 
 

 

 

 

 

 


مصر و الهند ، صداقة و مصالح

نيودلهي : أخبار الهند

زيارة الرئيس حسني مبارك للهند، التي تبدأ اليوم، ولقاءات القمة التي تعقد خلالها، والمباحثات التي ستجري بين الوزراء وكبار المسئولين في البلدين، لها أهمية خاصة تستمدها من الصداقة الوطيدة التي ربطت الشعبين، وعلاقات الود والتعاون الدائم بينهما، وما تتمتع به الدولتان من تقدير كبير علي الساحتين الاقليمية والدولية، بوصف الهند دولة ذات ثقل في القارة الأسيوية، ومصر ذات تأثير ووزن في محيطها العربي والشرق أوسطي، والافريقي، وكلا الدولتين تحظيان بالاحترام والحضور الدولي، لما تتميز به سياستهما من حكمة واتزان تجاه دول العالم ومشاكله وصراعاته المشتعلة في كل مكان.

وللزيارة أهمية خاصة، واضافية، في ذلك التوقيت الذي يشهد فيه العالم، ومنذ فترة ليست بالوجيزة، مجموعة من الازمات الضخمة ، بدأت بأزمة الغذاء، والطاقة، وانتهت بأزمة أسواق المال التي اكتسحت كل الدول وكل القارات، وبدأت آثارها الكارثية تطول الجميع ، وهو ما يستوجب التلاقي والتشاور والتعاون بين الدول الصديقة في اطار توخي المخاطر وتلافي التداعيات.

وإذا كانت مصر تعد الآن من الدول النامية الواعدة، بما تحقق لها من ثبات اقتصادي، بعد الخطوات الجادة التي قطعتها علي طريق الاصلاح، والتطوير، والتحديث، فإن الصديقة الهند، تعد من الدول البازغة في العالم، والتي تجاوزت عنق الزجاجة، وبدأت في الانطلاق نحو التقدم بخطوات واسعة للامام.

ومن هنا فإن زيارة الرئيس مبارك، والمباحثات التي ستجري خلالها، تفتح افاقا واسعة امام تطور علاقات التعاون في كافة المجالات، وهو ما يمكن أن يكون ايذانا للدخول بهذه العلاقات الي مرحلة جديدة، ومتطورة من التعاون المشترك يتيح الفرصة لإقامة مشروعات هامة في الصناعة والتجارة والاستثمار، لخدمة التنمية في البلدين، وتحقيق طفرة في التعاون الاقتصادي والعلمي لمصلحة الشعبين.

وفي هذا الاطار، فإن لقاء القمة، والمباحثات بين الوفدين ستركز علي القضايا الاقتصادية، والمشروعات الانتاجية، واعطاء دفعة قوية للاستثمارات الهندية في مصر، وزيادة حجم التبادل التجاري، بما يخدم مصالح الشعبين، المصري والهندي.

وللقضايا السياسية نصيب في هذه الزيارة التي تستمر أربعة أيام، ويلتقي الرئيس خلالها برئيسة الجمهورية الهندية، براتيبا باتيل ورئيس الوزراء ماتموهان سينج، ومجموعة كبيرة من المسئولين في الحكومة، والبرلمان، وكذلك في القطاع الخاص، وممثلي الشركات الهندية الضخمة والكبيرة المتخصصة في المجالات الصناعية والتجارة والاستثمار.

وفي القمة، ستكون الاوضاع الدولية، والقضايا ذات الاهتمام المشترك، سواء في الشرق الأوسط، أو الخليج أو جنوب آسيا، موضع بحث وتشاور، انطلاقا من اهتمام مصر والهند بهذه القضايا وتواجدهما في المحيط الاقليمي لهذه الموضوعات الساخنة والملتهبة.

ومن المقرر أن يتم خلال الزيارة الهامة، الاعلان عن قيام آلية للتنسيق والحوار الاستراتيجي بين مصر والهند، كما يتم التوقيع علي عدد من الاتفاقيات للتعاون التكنولوجي، والصناعي، ومجالات الاستخدام السلمي للفضاء، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والتعاون المشترك في صناعة الدواء، بالاضافة الي بحث السبل الكفيلة بزيادة وتكثيف التعاون الاقتصادي، والتجاري، بين البلدين، والارتقاء به الي مستوي اعلي مما هو عليه الآن.

وبالرغم من أن هناك نموا مطردا ومتزايدا في التعاون الاقتصادي بين مصر والهند الآن، حيث زاد حجم التبادل التجاري بينهما بنسبة 65? عما كان عليه حيث وصل الآن الي 3.5 مليار دولار إلا أن هناك فرصة كبيرة لزيادته وإحداث طفرة نوعية وكمية في هذا المجال، وهو المتوقع كنتيجة للزيارة واللقاءات والمباحثات الهامة التي ستدور خلالها.

ونستطيع القول، إن زيارة الرئيس مبارك للهند اليوم تأتي في اطار تاريخ طويل وحافل للعلاقات المصرية الهندية، وصداقة ممتدة عبر الزمن بين البلدين، اعتمدت في قوتها ورسوخها علي أسس ثقافية وحضارية ليست وليدة اليوم، بل ضاربة في اعماق التاريخ، ومنذ ظهورهما كحضارتين عظيمتين علي المستوي الانساني الشامل، كان لهما دور بارز في نشر القيم الانسانية والحضارية بين البشر كل في منطقته وعلي امتداده الاقليمي والحضاري.

وقراءة التاريخ تقول، إنه كان ولايزال للحضارتين المصرية والهندية اثر قوي وظاهر علي المستويين الاقليمي والدولي، باعتبارهما من منابع العلم والثقافة والتحضر بالنسبة للعالم كله.

ولعلنا جميعا مازلنا نذكر بالتقدير علاقات الصداقة التي ربطت الزعيم الهندي غاندي بالزعيم الوطني سعد زغلول خلال فترة الاحتلال البريطاني لكل من الهند ومصر، والجهاد الوطني في كلا الدولتين للاستقلال والتحرر.

وبالقطع مازلنا نذكر جميعا توهج الصداقة المصرية الهندية في الخمسينيات والستينيات، وهو التوهج الذي توج بقيام حركة عدم الانحياز، بجهد متواصل من الزعيمين ناصر ونهرو، وما كان لها من أثر كبير علي الساحة الدولية، خلق تيارا متدفقا في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، يدعو للسلام والوسطية بين عالم منقسم الي شرق وغرب.

ولذلك فإننا نقول ان زيارة الرئيس مبارك للهند تأتي في اطار شامل من الصداقة والتعاون المشترك الممتد والمتواصل عبر بوابات الزمن، والمتطلع للأمام لما فيه خير الشعبين وصالح الدولتين.

بقلم : محمد برگات



 

 

 

نبذة عن الهند
اقتصاد
تجارة
تقارير ودراسات
استثمارات أجنبية
استثمارات هندية
سوق الأسهم
سياحة
خدمات طبية
تنبؤات الطقس 
 ارشيف
ادبيات الهند
تنبؤات الطقس 

 

 أسعار العملات

حالة الجو

التوقيت الهندي

 

 
 
 

 

        `  
           

  Akhbarulhind (c) أخبار الهند