يوم الاربعاء ــ الموافق  22 اكتوبر 2008م

أخــــــبار الهــــــــند

نسعى لتعزيز العلاقات التجارية بين الهند والعالم العربي

   رئيس التحرير : محمد حسين احمد 

 
 
 
English Translation   ترجمة اتصلوا بنا مجلة صادرات  الهند الصفحة الأولى
 
 

 

 

 

 

 

 

المدارس الإسلامية في الهند تدرس التعليم الفني والدراسات الدينية

وسط مزاعم بأنها تعلِّم «الإرهاب» و«صدام الحضارات»

نيودلهي: براكريتي غوبتا

وسط مزاعم في الهند بأن المدارس الإسلامية تعلِّم «الإرهاب»، وكثيرًا ما تتحدث عن «صدام الحضارات»، نجد عددا قليلا من تلك المدارس يتميز بطابع غير تقليدي يقوم على نظام تعليمي يجمع بين التعليم الفني ومجالات الدراسة الدينية و«العصرية». وتحارب مدرسة «جامعة الهداية»، وهي مدرسة فريدة بمدينة جايبور في ولاية راجستان الغربية، على الجبهتين في آن واحد ولكن بطريقتها الخاصة. بدأت تلك المدرسة في عام 1985، ولكن على عكس معظم المدارس الأخرى يدرس الطلاب فيها فروع المعرفة الإسلامية حتى التخرج، أي حتى الحصول على درجة العالمية. وبجانب ذلك، فإن عليهم دراسة العديد من المواد «العصرية»، حيث تدرس المناهج التي يقرها المجلس القومي الهندي للبحث العلمي والتدريب.

وبعد أن ينهي الطلبة امتحانات الفرقة العاشرة يكون أمامهم أربعة أعوام إضافية من التعليم الديني، في الوقت الذي يدرسون فيه أي حرفة أخرى في مجال الكومبيوتر أو إصلاح السيارات أو المحاسبة أو وضع التصميمات الهندسية، وهكذا حتى لا يكون عليهم الاعتماد على الآخرين لكسب قوت يومهم بمجرد أن يتموا تلك المرحلة. وقال مولانا شاه محمد فضل الرحيم مجددي ندوي، ناظر المدرسة: «بتلك الطريقة نحاول سد الهوة المتسعة بين المدارس ونظام التعليم النظامي. ويدرس الكثير من طلابنا في الوقت الحالي في الجامعات النظامية، مثل الجامعة الوطنية الإسلامية في نيودلهي وجامعة أليجرا الإسلامية. ويعمل البعض منهم كعلماء، ولكن الكثير منهم قد اشتغل في وظائف أخرى، مثل العمل في البنوك والمكاتب والأنشطة التجارية ومكاتب الترجمة في الهند، ويعمل أحد طلابنا مهندس طيران، ويتحدث هؤلاء الطلاب مع المواطنين الذين يقابلونهم في وظائفهم عن الإسلام والمسلمين. وبالطبع، فإن هدفنا الأساسي هو تدريب طلبة خيرين متدينين وملتزمين بالتعاليم الدينية، ولكن يجب أن يكون في استطاعتهم الاعتماد على أنفسهم، الأمر الذي يمكن أن يحققوه إذا ما اشتغلوا بحرفة أو نشاط تجاري معين».

وأضاف: «نصف المدرسين تقريبا في مدرسة «جامعة الهداية» هم علماء تدربوا في المدرسة، فيما درس الآخرون في الجامعات والكليات العصرية. وقد أتى نحو 700 طالب من عائلات ذات مرجعيات طائفية مختلفة، وهذا أمر يختلف عن معظم المدارس التي تختار طلبة يعتنق آباؤهم مذهبا فكريا معينا». وتشبه المناهج الدراسية التي تدرس في معظم مدارس جنوب آسيا «الدرس النظامي»، وهو منهج دراسي كان قد أعد قبل 300 عام. وقد كان هذا المنهج مناسبا وذا صلة إلى حد كبير في الوقت الذي صيغ فيه، كما أن صياغته كانت تناسب الوظائف التي كانت سائدة بهدف مساعدة البيروقراطيين المسؤولين في القصور الملكية. ولكن، في الوقت الحالي، فقد «الدرس النظام» إلى حد كبير صلته بالعمل، ولا يمكن لمؤسسة لم يعد لديها هذا الرابط أن تستمر طويلا. وعليه، فإنه مع تغير الزمن، تقر بعض المدارس بحاجة طلابها إلى الحصول على أقل قدر من المعرفة والإطلاع على بعض المواد مثل الإنجليزية والهندية والعديد من اللغات الإقليمية والعلوم والرياضيات والتاريخ والجغرافيا.. إلخ.

وترى تلك المدارس أن ذلك سيمكن الطلاب من التكيف مع العالم الأوسع ولا يشعرون بالغربة فيه، حيث أن ذلك سوف يجعلهم أكثر كفاءة وقدرة على القيام بدورهم المستقبلي كمتخصصين في الدين. وقد بدأت بعض المدارس أخذ الترتيبات اللازمة لتدريس تلك المواد إلى طلابها في المرحلة الدراسية قبل الأخيرة، بدون السماح بأن يؤثر ذلك سلبيا على المكون الديني للمناهج الدراسية. ولا تسمح مدارس أخرى بالالتحاق بها إلا للطلبة الذي أتموا مرحلة تعليمية «غير ديني» أساسية، ولكن هناك مدارس أخرى تسمح لطلابها في المرحلة الدراسية قبل الأخيرة بالدراسة للحصول على درجات علمية في نفس الوقت في جامعات نظامية. وتعد مدرسة «مصباح القرآن» في منطقة سيلامبور الجديدة بمدينة دلهي، واحدة من تلك المعاهد الجديدة التي تدرس اللغة الإنجليزية واللغة العربية. وقال مهد إدريس، وهو مدرس ديني دائما ما يجذب الأنظار إليه: «تعد المعرفة بعلوم الكومبيوتر شيئا ضروريا لطلابنا كي يتعايشوا في العالم الخارجي، وإذا كانت هناك حاجة إلى تدريس اللغة الإنجليزية، سوف نقوم بذلك».

ومن المقرر أن ينهي بعض الطلاب، ومنهم الطالب مهد أرشاد، دراستهم للغة العربية والنحو والفقه والحديث والمنطق والفلسفة. وبالإضافة إلى ذلك بدأ أرشاد دراسة اللغة الإنجليزية، وهو يتطلع إلى أن يكون عضوا في هيئة تدريس الجامعة. ويقول: «لماذا لا يستطيع العالِم، أي خريج إحدى هذه المدارس، أن يكون محاسبا جيدا أو مسؤولا حكوميا أو صحافيا أو رجل أعمال؟».

وبصورة مشابهة، تركز الأكاديمية الإسلامية بمدينة دلهي، على الدراسات المقارنة بين الأديان في الهند التي تعد موطن أقدم الحضارات في العالم. والهدف هو أن يكون الطلبة مهتمين بالاختلافات في الأديان الموجودة في الهند. وقد يساعد ذلك على نزع فتيل ما يسمى بصدام الحضارات. ويدرس الطلبة اللغة العربية والأدب وأصول الدين الإسلامي وتاريخه والقرآن والحديث. ويأتي الطلبة من العديد من الولايات، منها كيرلا وكرناتاكا وأوتار براديش وتجاركاند وبيبهار. وتتحمل المدرسة تكاليف كل الطلبة، ومصاريف التعليم مجانية وكذا السكن. وبالنسبة للغذاء والمصاريف الأخرى تعطي المدرسة لكل طالب راتبا شهريا قدره 2000 روبية. وفيما يشكل سابقة في تحديث المدارس، كانت ولاية غرب بنجال أولى الولايات الهندية التي تتعاقد مع شركة «ويبرو» لتكنولوجيا المعلومات كي تقوم بتحسين جودة التعليم في المدارس. وتستهدف الإدارة الحكومية أن يغطي هذا البرنامج مدارسها التي تبلغ 508 مدارس. وقد تم تعديل نظام المدارس في ولاية كيرلا الجنوبية بحيث يسمح للأولاد المسلمين بالحضور إما في فترة صباحية أو فترة مسائية، مع الانتظام في المدارس النظامية خلال باقي اليوم. ويعمل عدد قليل من المدارس مع المنظمات غير الحكومية ومن بينها المنظمات غير الإسلامية من أجل إدخال بعض التعليم غير الديني في مناهجهم، فيما تقدم بعض المدارس الأخرى نوعا من التعليم الفني.

وبصورة مشابهة، فإن تعليم الإنجليزية بطريقة تفاعلية من خلال برامج إذاعية سيكون جزءا من المدارس في ولاية أوتار براديش التي تقع في وسط الهند، والتي يوجد بها أكبر عدد من المدارس في الهند (1600 مدرسة). وسوف يركز البرنامج على مهارات التحدث بالإنجليزية ويكفل مشاركة الطلبة في مسرحيات درامية وأغان وألعاب لغوية. وسوف يتم توفير تدريب خاص للمدرسين حتى يتمكنوا من تدريس المناهج بصورة مناسبة. وقد رحب مديرو المدارس بالفكرة الجديدة ويريدون تطبيق تلك البرامج في مدن أخرى. وقال فقه الدين علي، وهو عالم من دلهي: «على الرغم من أن اللغة الإنجليزية يتم تدريسها في العديد من المدارس في الوقت الحالي، الا انها مادة اختيارية، وسوف تجعل البرامج الإذاعية اللغة الإنجليزية مادة إجبارية على كل الطلبة في المدارس. وسوف يساعدهم ذلك على التنافس مع بعضهم بعضا». وفي هذه الأثناء، أرسل مكتب رئيس الوزراء الهندي خطابا شديد اللهجة إلى وزارة تنمية الموارد البشرية الفيدرالية يتهمها بـ«تأخير المتكرر» لتوصيات لجنة علي تهدف تحديث التعليم في المدارس. وقد أوصت اللجنة بتأسيس مجلس مركزي للمدارس كي يضع معيارا للمناهج العشوائية والمتباينة في المدارس التي يبلغ عددها 30.000 مدرسة في كافة أرجاء الهند، والتي تقدم التعليم الديني وغير الديني لأكثر من مليون طفل مسلم. وثمة شعور متزايد بعدم الراحة بين صفوف الليبراليين في الهند والمثقفين المسلمين هناك ما يبرز الحاجة لإصلاح المدارس.

(نقلا عن جريدة " الشرق الأوسط" في عددها الصادر في 21/10/2008 ) 

 



 

 

 

نبذة عن الهند
اقتصاد
تجارة
تقارير ودراسات
استثمارات أجنبية
استثمارات هندية
سوق الأسهم
سياحة
خدمات طبية
تنبؤات الطقس 
 ارشيف
ادبيات الهند
تنبؤات الطقس 

 

 أسعار العملات

حالة الجو

التوقيت الهندي

 

 
 
 

 

        `  
           

  Akhbarulhind (c) أخبار الهند