English Translation   ترجمة اتصلوا بنا مجلة صادرات  الهند الصفحة الأولى
     
 
 

 

يوم الأحد  الموافق 18 مايو  2008م

الهنود غير المقيمين في الهند يشترون الإغراض لذوويهم في الهند عن طريق الانترنت

 نيو دلهي:

يقبل الهنود الذين يعيشون ويعملون في الخارج على شراء السلع عبر الإنترنت من أجل الأقارب الذين تركوهم وراءهم.

أثناء إقامته في مدينة نيويورك قبل عدة سنوات، حاول سانكارسون بانيرجي إقناع والدته في كالكوتا باستبدال جهازها التلفزيوني المحطم. ولكن هذه العملية كانت مرعبة جداً لوالدته. ولذلك، ذهب بانيرجي

أثناء إحدى رحلات العودة إلى الوطن إلى أحد المحال واشترى لها جهاز تلفزيون بنفسه.
عملية شراء المنتجات للعائلة في الوطن مألوفة لدى ملايين الهنود الذين يعيشون في الخارج. وكان بانيرجي على قناعة بأن عملية التسوق يمكن أن تكون أيسر وأسرع بكثير. يقول بانيرجي في هذا الصدد: "إذا تواجدتُ في الهند لمدة سبعة أيام فقط، لن يكون لدي وقت للبحث. ولا أعرف من أين أشتري الأشياء في كالكوتا. بل إنني لم أعد أعرف كالكوتا".

اليوم يعمل بانيرجي رئيساً تنفيذيا لموقع Futurebazaar.com ، وهو موقع للتسويق عبر الإنترنت لأكبر شركات تجارة التجزئة في الهند، شركة فيوتشر جروب، وهو يأمل في أن يصبح هذا الموقع على شاكلة موقع "أمازون. كوم" بالنسبة للهند.

يولّد موقع الإنترنت هذا الذي تأسس منذ عام واحد أكثر من 90 في المائة من مبيعاته في الهند لآلاف الأشياء التي تتراوح من الهواتف الجوالة إلى أجهزة التلفزيون إلى المقالي والمكاوي البخارية. ويتم تسليم المنتجات للعملاء خلال أيام وذلك من مستودعاته المنتشرة عبر الهند.

لكن بعد أن لاحظت مجموعة فيوتشر أن عدداً كبيراً من بطاقات الائتمان الدولية يستخدم في محالها، قرر موقع "فيوتشر بازار. كوم" أن يستهدف الهنود الذين يعيشون في الولايات المتحدة وبريطانيا. وهو يشجع هؤلاء الناس على أن يسجلوا أسماءهم على موقعه.

يعتقد بانيرجي أن الهنود المقيمين في الخارج الذين يشترون الأشياء لأقاربهم في الهند يمكن أن يشكلوا نسبة 20 إلى 30 في المائة من تجارة موقع "فيوتشر بزار.كوم" في السنة المقبلة، الأمر الذي سيترجم إلى مبيعات تصل قيمتها إلى 18 مليون دولار.

يشار إلى أن عدد الهنود الذين يعملون ويعيشون في الخارج يتراوح بين 20 و 25 مليون شخص، وهذا شتات يوفر إمكانات ضخمة كمحفز لنمو الاقتصاد الهندي ولاستمرار التكامل مع الاقتصاد العالمي، وفقاً لتقرير صادر عن بنك جيه بي مورجان في عام 2006.

تعتبر شركة التجزئة هذه واحدة من عدد متنام من الشركات التي تتراوح من البنوك إلى شركات صناعة السيارات التي تركز ناظريها على الهنود" غير المقيمين في وطنهم". فقد باعت مجموعة ريلايانس الهندية للاتصالات 1.5 مليون بطاقة هاتف في الولايات المتحدة، وبريطانيا وأستراليا وخاصة لهذه الفئة من الهنود الذين يرغبون في الاتصال بالهند.

تقدم البنوك الكبرى "خدمات للهنود غير المقيمين" كالحوالات المالية والحسابات البنكية الخاصة. وتعتبر الهند أكبر بلد في العالم يتلقى حوالات من العاملين في الخارج، وهي تتقدم في ذلك على المكسيك والصين. وقد ارتفعت قيمة الحوالات إلى الهند إلى مبلغ 26.8 مليار دولار في 2006 – 2007 وذلك من 2.1 مليار في 1990 – 1991 وفقاً للبنك الدولي.

تعتبر الحوالات الواردة إلى الهند مجال نمو كبير لشركة ويسترن يونيون للخدمات المالية التي تقدم خدمات تحويل الأموال منذ عام 1871. وقد ارتفع عدد منافذ التحويل التابعة لهذه الشركة في الهند من 3000 منفذ في عام 2001 إلى 50000 منفذ في بداية هذا العام، وتخطط هذه المجموعة لمزيد من التوسع الجريء.

تعتبر الحوالات المالية معززاً قوياً للاقتصاد الهندي، وهي تشجع مواطنيها المقيمين فيها على الصرف على كل شيء من التعليم إلى البضائع الاستهلاكية. ووفقاً للبنك الدولي، فإن كل دولار يتم تحويله إلى أحد البلدان النامية يسهم بثلاثة دولارات في اقتصادها، وذلك لأنه يشجع على تأسيس المشاريع والاستثمارات من جانب الأسر المتلقية، إلى جانب أسباب أخرى.

بينما تعتبر الأموال التي ترسل إلى الوطن مهمة للاقتصاد، فإن شركة ماروتي سوزوكي تشجع الهنود غير المقيمين على شراء السلع في الهند لأقاربهم بدلاً من إرسال الحوالات إليهم لإنفاقها.

خطرت الفكرة لجاجديش خطار الذي تقاعد العام الماضي من عمله مديراً عاماً لشركة ماروتي أثناء تناوله طعام العشاء مع بعض المحللين الماليين الهنود الذين يعيشون في نيويورك. فحين علموا أن الأقساط الشهرية لسيارة صغيرة تكلف مائتي دولار فقط، فكر أحد المحللين في شراء سيارة لابن أخيه لكي يشجعه على الدراسة في الجامعة.

قال خطار لـ" فاينانشيال تايمز" في العام الماضي: "إن عدداً كبيراً من الهنود موفقون في الخارج. وهم يرغبون في إهداء سيارة لعائلاتهم، لأن ذلك يبعد عنهم الشعور بالذنب".

في عام 2006، أطلقت أكبر شركة لصناعة السيارات في الهند موقعا إلكترونياً للهنود العاملين في الخارج للتقدم بطلبيات لشراء السيارات بالروبية وتسليمها إلى بيوت أقربائهم من أحد الوكلاء المحليين لشركة ماروتي. ويقدم هذا البرنامج الذي يدعى "من القلب" الضمانات وخدمات الصيانة وغيرها للتخفيف من المخاوف المتعلقة بشراء السيارة عبر الانترنت. وباعت شركة ماروتي حتى الآن حوالي 3500 سيارة بهذه الطريقة، ويعتبر هذا الرقم قطرة من بحر مقارنة بمبيعاتها السنوية التي تقارب 675000 سيارة. ولكن الشركة تأمل في استخدام هذا الجانب من العمل لزيادة مدى وصولها العالمي. وتأتي مبيعات السيارات عبر الإنترنت من 52 بلداً، الأمر الذي يعكس مدى وصولها الواسع لهنود الشتات.

يركز موقع "فيوتشر بازار.كوم" مبدئياً على الهنود المقيمين في الولايات المتحدة، وبريطانيا، وكندا وأستراليا. هذا مع العلم بأن عدد الهنود المقيمين في الولايات المتحدة وحدها يتراوح بين 1.5 ومليوني شخص.

يقول بانيرجي إن جيل الشباب من الهنود المقيمين في هذه البلدان ينعم "بأسلوب حياة راق، ولذلك فإنهم يشعرون بالذنب بشأن ذلك ويريدون أن يشتروا أشياء لوالديهم".

إن هذا النوع من الصرف بالوكالة معقول لسبب آخر. ذلك أن "الوالدين يشعرون بأن الصرف الاستهلاكي ليس بالشيء الذي يفعلونه. فقبل عشرين عاماً كانت المداخيل متدنية ولذلك، فإن من الصعب عليهم أن يستهلكوا، وعليه، فإن أبناءهم يقومون بالصرف نيابة عنهم".

يتطلب الجهد الخاص بالوصول إلى العملاء في الخارج عملية تسويقية مركزة كترجمة المواد الترويجية إلى اللغات الإقليمية. إذ تصدر شركة ويسترن يونيون إعلانات باللغات الهندية كالماليالام والتاميل والبنجابية في بلدان مثل السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والكويت، والولايات المتحدة وسنغافورة.

تقوم الشركة أيضا برعاية مباريات الكريكيت والهوكي الكبرى وتعرض منتجاتها في الأفلام الهندية. وقد ظهر شعار "ويسترن يونيون" باللون الأصفر المميز العام الماضي في فيلم ناماستي لندن.

تنشر شركة ماروتي إعلاناتها على المواقع الإلكترونية التي يستخدمها الهنود كمواقع الزواج عبر الإنترنت والمواقع الناطقة باللغات المحلية كالجوجاراتي أو الماليالام، وفي الصحف المحلية التي تقرؤها الجاليات الهندية في الخارج. وهذه الصحف هي صحف "خليج تايمز"، و"الشرق الأوسط" و"إنديا أبرود" في الولايات المتحدة.

يستهدف موقع "فيوتشر بازار. كوم" الذي يتوقع افتتاح شركة تابعة له في الولايات المتحدة هذا الشهر الجاليات الهندية عبر توزيع المنشورات الإعلانية في إحدى البقالات الهندية الكبيرة في مدينة أديسون بولاية نيو جيرسي التي تقطنها جالية هندية كبيرة.
يقوم أيضا برعاية أحداث ومناسبات تجذب أعداداً كبيرة من الهنود المقيمين في الخارج كالمهرجانات الإقليمية السنوية التي تقام في الولايات المتحدة. ويتم عقد تجمع كبير للبنغاليين في مدينة مختلفة كل سنة، ويستقطب هذا التجمع نحو 40000 شخص.

وقد يقوم موقع "فيوتشر بازار. كوم" أيضا بالتسويق في المؤتمرات التي ترعاها الشركات الهندية الكبرى والرابطات الجامعية مثل Indus Entrepreneurs التي يحضر منتدياتها الآف الأشخاص.

يعتمد الجزء الأكبر من أنشطة موقع "فيوتشر بازار" على الإعلانات التلفزيونية والمطبوعة وعلى التسويق داخل الهند لأنها أرخص من الغرب. ويأمل الموقع من ذلك أن يقوم متلقو البضائع المحتملون في الهند بإخبار أبنائهم وبناتهم المقيمين في الخارج عن سهولة الشراء عبر الإنترنت.

يقول بانيرجي: "إذا قالت لك والدتك إن الذهاب إلى موقع فيوتشر بازار فكرة جيدة، فسوف تذهب إليه".

 

الى الاعلى...... ^

 

نبذة عن الهند
اقتصاد
تجارة
تقارير ودراسات
استثمارات أجنبية
استثمارات هندية
سوق الأسهم
سياحة
خدمات طبية
إعلانات
إعلانات مبوبة
ارشيف

تنبؤات الطقس 

أدبيات الهند

 

 
   

 

 

  All rights reserved  *  كافة الحقوق محفوظة

Akhbarul Hind (c) اخبار الهند