English Translation   ترجمة مجلة صادرات  الهند اتصلوا بنا الصفحة الأولى 
 
   

 

     

استكشاف البترول في حوض كرشنا غودافاري بالهند
 

الهند تشجع الشركات النفطية على اكتشاف وتطوير         

حقول النفط والغاز في حوض كرشنا غودافاري      

حققت الهند نجاحات متواضعة في عملية التنقيب عن النفط في مناطق مختلفة من البلاد وتعتبر منطقة حوض كرشنا غودافاري من أهم المناطق الواعدة من حيث وجود كميات الهيدروكربون و رغم أن الهند لا تعتبر منطقة غنية بالنفط مثل آسيا الوسطي أو جنوب شرق آسيا إلا أن الاكتشافات الأخيرة جلبت اهتمام شركات النفط العالمية إلى احتمالات وجود النفط والغاز الطبيعي بكميات كبيرة في هذه المنطقة.

لم يكن قطاع النفط والغاز بالهند مفتوحا أمام الشركات الأجنبية سابقا فكانت الشركات الهندية فقط تقوم بإعمال التنقيب عن النفط حتى منتصف التسعينيات في المناطق المحددة لها إلا انه قد تغير هذا السيناريو بعد صدور قانون يسمى "السياسة الجديدة لمنح تراخيص التنقيب (NELP ) " عام 1998م فأصبح بمقدور الشركات الأجنبية الآن الدخول في مجال استكشاف و تطوير حقول النفط والغاز الطبيعي في الهند وذلك بنفس الشروط التي تخضع لها الشركات الهندية فالمنافسة بين الشركات الهندية والأجنبية أدت إلى بعض الاكتشافات الهامة للنفط والغاز الطبيعي وان من بينها اكتشاف النفط والغاز في حوض كرشنا غودافاري في خليج بنغال بولاية آندهرابرديش .

التنقيب عن النفط في حوض كرشنا غودافاري
تقع منطقة حوض كرشنا غودافاري في وسط الساحل الشرقي للهند عبر ثلاث مقاطعات من ولاية اندهرابرديش والحوض عبارة عن حقول برية وبحرية حيث تمتد هذه الحقول عبر مساحة 28,000 كيلو متر مربع في البر و24,000 كيلو متر مربع في المياه الضحلة (حتى عمق 400 متر) و حوالي 18,000 كيلو متر مربع في المياه العميقة (حتى عمق 2000 متر) حيث أثبتت الدراسات وجود النفط والغاز فيها منذ عقدين من الزمن فاستخرج حوالي 1,769 مليار متر مكعب من الغاز و 282,000 طن من النفط وتوجد حاليا 16 منشاة للإنتاج في المنطقة وتقع الآبار النفطية البرية في كل من لنغالا و كيكالورو ، كيسانبالي و تاتيباكا و باسارلابودي واندامورو و موري كما نجحت شركة النفط والغاز الطبيعي الهندية ( ال "أو ان جي سي") في اكتشاف الاحتياطيات الهيدروكربونية و قدرها 1060 مليون طن و تختلف منطقة حوض كرشنا غودافاري عن مثيلاتها من الحقول النفطية إذ تتواجد كميات النفط والغاز فيها في أماكن مختلفة متباعدة.
وبرغم وجود الكميات الواعدة حسب الدراسات ظهر في البداية بان الإيرادات من الإنتاج قد لا تغطى تكاليف عمليات التنقيب إلا انه أثمرت جهود شركة "أل او ان جي سي" فلقد بدأت هذه الشركة أعمالها الاستكشافية في ابريل من عام 1977 حينما حفرت أول بئر قرب بلدة ناراسابور في عام 1978م فتكللت تلك الجهود بالنجاح حيث اكتشف الغاز بكميات كبيرة فواصلت الشركة جهودها منذ ذلك الحين فتوالت النجاحات الواحدة تلو الأخرى والآن تسعى شركة "أل او ان جي سي" للتنقيب عن النفط في المياه الضحلة و العميقة فضلا عن المناطق البرية. فقامت تلك الشركة بإنشاء معمل بمنطقة تاتي باكا لتكرير الخام بطاقة إنتاجية تتراوح ما بين 1500 إلى 2000 برميل يوميا حيث لتحويل الخام إلى النفط والديزل وزيت التدفئة والكبريت .

أهم الشركات التي تعمل في مجال التنقيب

شركة "الـ أو ان جي سي "
شركة ال "او ان جي سي " اكتشفت الغاز في البحر بعمق 660 مترا بعد أن استجارت منصة حفر تدعى ديسكوفري سيفين سي من شركة ترانس اوشيان وبرغم تحقيق بعض النجاحات تعرضت هذه الشركة الهندية لانتقادات شديدة اللهجة لعدم القيام بما فيه الكفاية لاستكشاف المزيد من الابار البترولية و الغازية .

ريلاينس اندستريز
بدأت هذه الشركة عملياتها في حوض كرشنا غودافاري باكتشاف الغاز في عام 2002م و حسب التقديرات الأولية تحوي المنطقة تحت سيطرتها بحوالي 14 تريلين قدم مكعب من الغاز الطبيعي.

غوجرات استيت بتروليم كوربوريشن (جي اس بي سي)
هي شركة حكومية أخرى تملكها حكومة ولاية غوجارات فتقوم هذه الشركة بعمليات التنقيب عن الغاز في حوض كرشنا غودافاري فقدرت كميات الغاز المكتشفة في بداية هذا العام بنحو 20 تريلين قدم مكعب فجاء هذا الاكتشاف الأخير متزامنا مع سلسلة من النجاحات التي حققتها شركة ريلاينس اندستريز .
فهذه الاكتشافات شجعت الشركات العاملة في مجال النفط والغاز مثل كيرين انرجي و بريتش غاس و هاردي اكسبوريشون على المشاركة في المزايدة على مناطق التنقيب عن النفط والغاز وخصوصا بعد صدور قانون السياسة الجديدة لمنح تراخيص في الهند التنقيب فجاءت " شركة كيرين انرجي بي ال سي " وهي شركة اسكوتلندية إلى شبة القارة الهندية في عام 1994 م عقب حصولها على ترخيص لعملية التنقيب في بنغلاديش فكانت لها نشاطات استكشافية في الهند منذ حوالي عشر سنوات فتشجعت الشركة بالاكتشافات التي حققتها في خليج بنغال بنغلاديش فحصلت على منطقة تنقيب في بلدة رافا في اندهرا برديش عام 1996.

تقدر الاحتياطيات من النفط والغاز بحوض كرشنا غودافاري بنفس القدر الذي يتواجد في كل من حقلي ساكهالين (1) و(2) في روسيا أو حقول جانسز في ساحل شمال غربي استراليا عائدة لشركة اكسون موبيل.

لقد زادت حصة كل من ريلاينس اندستريز وشركة ال "أوان جي سي" وبريتش غاز و كارين في إنتاج النفط والغاز الطبيعي بسبب الاكتشافات الأخيرة التي حققتها تلك الشركات فبلغت حصة الشركات الخاصة والشركات العاملة في المشاريع المشتركة 52 % من إنتاج الغاز

وفي حين تعبر أسواق الهند المتعطشة لمصادر الطاقة عن سعادتها حول هذه الاكتشافات بدأ الخبراء بتقييم الوضع وما إذا كانت هذه الاكتشافات تسد احتياجات الهند للطاقة في المستقبل وحسب هذا التقييم أصحبت الهند قاب قوسين أو ادناه من تأمين احتياجاتها من الغاز بعد إزالة القيود الحكومية في مجال التنقيب .
وعلاوة على ذلك ان الاكتشافات الجديدة للغاز تقلل استخدام النفط في تشغيل مصانع الأسمدة الأمر الذي من شأنه آن يخفض تكاليف تصنيع الأسمدة وكذلك خفض أسعار المنتجات البتروكيماوية.

كما ترضي هذه الاكتشافات ناشطي البيئة النظيفة حيث أن الغاز مصدر نظيف للطاقة وصديق للبيئة و حاليا تعتبر الهند ثالث اكبر مستخدم للفحم إذ أن حوالي 55 % من احتياجاتها للطاقة يأتي من هذا المصدر بينما يحتل النفط المرتبة الثانية بنسبة 30,5 % في حين يحتل الغاز الطبيعي الذي هو أنظف مصدر للطاقة فقط 7% من الطاقة المستخدمة فأية زيادة في استخدام الغاز تقلل استخدام الفحم كمصدر للطاقة .
الجدير بالذكر بان النفط يكلف للهند حوالي ربع من فاتورة وارداتها حاليا فان أية اكتشافات جديدة للغاز ستوفر للهند العملات الصعبة.

صعوبات في عمليات التنقيب
لم تخل عمليات التنقيب من المشاكل حيث تشكل منطقة حوض كرشنا غودافاري تحديا كبيرا من الناحية الجيولوجية ويقول يالامارتي -جيولوجي و خبير في شئون التنقيب بان هذا الحوض له خصائص جيولوجية فريدة حيث ان تشكيلات الطبقات الرسوبية تتراوح ما بين الأقدم والأحدث فهذا من جهة و من جهة أخرى هناك تنوع جيولوجي اكبر لهذا الحوض وبالتالي ان التشتت لكميات الغاز اكبر بنفس القدر. كما أن امتداد الحوض يبدأ من البر إلى البحر كوحدة واحدة.

كذلك يتميز حوض كرشنا غودافاري بميزة خاصة له ولا يوجد له مثيل في العالم حيث أن 90 % من إنتاجها يأتي من الآبار الاستكشافية بينما تحفر عادة بضعة آبار استكشافية استعدادا لأعداد خطة شاملة قبل أن تبدأ عملية إنتاجية على نطاق تجاري إن وجدت احتياطيات الهيدروكربون إلا أن الأمر هنا يختلف تماما بسبب التنوع الجيولوجي إذ يعتبر كل بئر استكشافي وحدة متكاملة فهذا من ناحية و من ناحية أخرى ان نسبة النجاح في العثورعلى الغاز هي 1:6 دوليا بينما هذه النسبة في حوض كرشنا غودافاري هي 1:2,5 .
برغم هذه العوامل نجحت كل من شركة "ال او ان جي سي" و شركة "ال جي اس بي سي " وريلاينس والشركات الأخرى المشاركة في المشاريع المشتركة في العثور على الغاز وأما النفط فان إنتاجه زاد عشرة أضعاف خلال العشر سنوات الماضية من0,03 مليون طن إلى 0,29 مليون طن سنويا فهذا دليل واضح على نجاح برنامج استكشاف البترول في حوض كرشنا غودافاري.


النتيجة
مع تزايد لفجوة بين العرض والطلب للغاز والنفط أن الإصلاحات في قطاع التنقيب عن النفط في الحقول البحرية ضرورية ومما لا شك فيه أن السياسة الحكومية الجديدة لمنح تراخيص التنقيب أدت إلى زيادة الإنتاج ووفرت إطارا لمزيد من الإصلاحات في مجال استكشاف وتطوير حقول النفط والغاز وإزالة القيود بالكامل من على الكميات المستكشفة في الحقول الجديدة.

يمر قطاع النفط والغاز في الهند من مرحلة تغيير حاليا حيث تتوالى تطورات بشكل سريع في هذا القطاع.
إن معظم الأحواض الرسوبية في الهند غير مستكشفة بعد وبالتالي فأنها مجال واعد لاكتشافات جديدة حيث لم تتم عملية التنقيب حتى الآن إلا في 17% من إجمالي مساحة المنطقة وقدرها 314 مليون كيلو متر مربع.
 

 وعلاوة على ذلك ان الاكتشافات الجديدة للغاز تقلل استخدام النفط في تشغيل مصانع الأسمدة الأمر الذي من شأنه آن يخفض تكاليف تصنيع الأسمدة وكذلك خفض أسعار المنتجات البتروكيماوية .
كما ترضي هذه الاكتشافات ناشطي البيئة النظيفة حيث أن الغاز مصدر نظيف للطاقة وصديق للبيئة و حاليا تعتبر الهند ثالث اكبر مستخدم للفحم إذ أن حوالي 55 % من احتياجاتها للطاقة يأتي من هذا المصدر بينما يحتل النفط المرتبة الثانية بنسبة 30,5 % في حين يحتل الغاز الطبيعي الذي هو أنظف مصدر للطاقة فقط 7% من الطاقة المستخدمة فأية زيادة في استخدام الغاز تقلل استخدام الفحم كمصدر للطاقة .
الجدير بالذكر بان النفط يكلف للهند حوالي ربع من فاتورة وارداتها حاليا فان أية اكتشافات جديدة للغاز ستوفر للهند العملات الصعبة.

الى الاعلى ......^

 

 

     
           

Akhbarul Hind © 2007